قبسات قرآنية (13).. وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون

الخميس 10 ديسمبر 2020 - 06:20 بتوقيت غرينتش
قبسات قرآنية (13).. وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون

القرآن الكريم-الكوثر: قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد (وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الأنفال:33).

الاستغفار هو طلب العبد المغفرة من ربّه عز وجل، سواء كان ذلك بالطّلب عن طريق القول، أو عن طريق الفعل.

الاستغفار عند الفقهاء: هو توجّه العبد إلى الله تعالى قاصداً إيّاه ليغفر له ذنوبه ويتجاوز عن سيّئاته، ومقصود الاستغفار التّجاوز عن ذنوب العبد، وعدم مؤاخذته بها بترك توبيخه وعقابه دون مساءلة له، أو بالعفو عنه بعد إقراره بالذّنب.

ان أهمية الاستغفار وآثاره تعود عند توبة الانسان عمّا ارتكب من أخطاءٍ في حياته مع فوائد جليلة.

يُذكر من فوائد الاستغفار ما يلي:

1- نيل القرب من الله تعالى، فكلّما انشغل المسلم بذكر الله زاد حبه له وقُربه منه.

 2- تفريج الكرب وانشراح الصدور، وذهاب الهموم والغموم.

3- سببٌ في دخول جنّات النعيم والتمتع بما أعدّ الله تعالى لأهلها.

4- سببٌ في صفاء القلب ونقائه، والشعور بالراحة والطمأنينة.

 5- مكفّرٌ للذنوب؛ فالإكثار من الاستغفار والمداومة عليه من أسباب مغفرة صغائر الذنوب وكبائرها إن تحقّقت شروط التوبة أيضاً.

قال رسول الله (ص): اكثروا من الاستغفار، فان الله عز وجل لم يعلمكم الاستغفار الا وهو يريد ان يغفر لكم.

إقرأ أيضا: قبسات قرآنية (12)..(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا.. )

لكن ما قيمة كثرة الاستغفار التي لا تكون سوى مجرد لقلقة لسان؟ هل ان هذه الكثرة هي المقصودة، حينما لا تكون مقرونة بالمراجعة للنفس ومحاسبتها؟

على کل انسان ان يراجع نفسه دوماً، ويعترف بجهله وانه قد لم يتوفق لاداء الحق كما هو مطلوب منه، او بما هو حق مقام ربه. وحينئذ نفهم ان تكون الكثرة في الاستغفار يعني ان يتبعها الندم النفسي، والرجوع إلى الله، وانكسار النفس والعمل بمقتضاها.