وكلما طالت فترة الحرمان من النوم سيصبح الأمر أسوأ. وتؤثر قلة النوم على الأفراد بشكل مختلف، ولكن بشكل عام، تزداد التأثيرات مع مرور الوقت. ويمكن اعتبار 48 ساعة فقط من دون نوم، حرمانا شديدا من النوم، ولكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة، قد تواجه أعراضا مبكرة.
وبعد 18 ساعة من دون نوم، قد تشعر كأنك ثمل قليلا. والبقاء مستيقظا لفترة طويلة يعادل نسبة الكحول في الدم بنسبة 0.05%، وهو ما تحصل عليه بثلاثة أو أربعة مشروبات في غضون ساعتين.
وبعد 24 ساعة بلا نوم، تقفز المقارنة مع تركيز الكحول في الدم إلى 0.1%، أعلى من الحد القانوني للقيادة في الولايات المتحدة. وقد تجد نفسك تقاتل "ضباب الدماغ" وتكون أقل يقظة، بما في ذلك الرؤية المزدوجة أو الضبابية، كما لو كنت ثملا للغاية. وذلك لأن الحرمان من النوم يبطئ من قدرة خلايا الدماغ على التواصل مع بعضها البعض.
وعلى الرغم من أن الكافيين يمكن أن يجعلك تشعر بمزيد من اليقظة لعدة ساعات، إلا أنه سيعمل فقط عند نقطة معينة.
وبحلول يوم ونصف اليوم، يمكن أن يزداد كل هذا سوءا وتكون فرص إصابتك بالمرض أعلى من المعتاد لأن جسمك لا يستطيع القتال كما هو معتاد، وفي هذا الوقت تقريبا، يتعب عقلك وجسمك لدرجة أنك تبدأ في تجربة التغفيق، وهي فترات نعاس شديد لمدة صغيرة للغاية، ربما تصل نحو 30 ثانية، وقد لا تلاحظ ذلك. وبالتأكيد سيكون هذا أمرا مزعجا وخطيرا إذا كنت تفعل شيئا مثل قيادة السيارة.
ومن ثم هناك احتمال حدوث الهلوسة، والتشوهات البصرية الأكثر شيوعا. ويمكنك أيضا تجربة الهلوسة الحسية أو السمعية، مثل الشعور بأن شخصا ما ليس هناك ينقر على كتفك أو سماع اسمك ينادي (صوت شبحي يهمس بصوت غير مسموع).
وبمجرد أن تصل إلى 48 ساعة من الحرمان من النوم، فهذا هو التعذيب الفعلي، وهو السبب في أن دراسات الحرمان الشديد من النوم محظورة بموجب القانون في معظم البلدان.