يقول الأصمعي (عبد الملك بن قريب بن .. أصمع الباهلي (121 - 216 هـ) راوية و أحد أئمة اللغة والشعر والبلدان): كنت ماشيا ببعض أحياء العرب، فرأيت صبيّةً، معها قُربةً فيها ماء، وقد انحلَّ وكاء ( رباط ) فم القربة ،
فقالت الصبية : يا عمّ، أدرك فاها ، غلبني فوها ، لا طاقة لي بفيها .
فأعنتُها ، وقلت : يا جارية ، ما أفصح لِسانك !
فقالت : يا عم ، وهل ترك القرآن لأحد فصاحة ؟!! وفيه آية فيها؛ خبران ، وأمران ، ونهيان ، وبشارتان ،
قلت: وما هي ؟
قالت : في قوله تبارك وتعالى: (( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضيعه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم، ولا تخافي ولا تحزني، إنّا رادوه إليك، وجاعلوه من المرسلين ((
الخبران: ( وأوحينا ، فإذا خِفتِ (
الأمران: ( أن أرضعيهِ ، فألقيهِ (
النهيان: لا تخافي ، لا تحزني (
البشارتان: ( رادّوه إليكِ ، وجاعلوه من المُرسلين (
قلت: فرجعتُ بفائدة، وكأنّ تلك الآية ما مرت بمسامعي من قَبل .. !!
لا تتركوا القرأن الكريم، ولاتهجروه فان فيه خبر مابينكم وما كان قبلكم وما سيكون بعدكم وهو الصادق المصدق والناطق بالحق والرحمة المنزلة.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم، اللهم ارزقنا شفاعة القرآن الكريم.
إقرأ أيضا: قبسات قرآنية (5)..(فما لنا من شافعين ولا صديق حميم)