السؤال: لماذا تُسأل الموءودة؟ ولم يُسأل المجرم وهو الوائد؟
الجواب:
1- قال الله سبحانه وتعالى (أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(آل عمران:77.(
حرمان العبد من كلام الله تعالى له يوم القيامة، أو في بعض مواقف يوم القيامة، هذا من العقوبة والخذلان والإهانة له.
2- عدم مخاطبة القاتل، هذا نوع من التعريض والتوبيخ للقاتل، وكأنّ القاتل لا قيمة له ولا مكانة حتى يُسال هو.
3- سؤال الموءودة توطئة وتمهيد لكي تطلب هي من الله تعالى الانتصاف لها، حتى يؤخذ حقها.
4- لتسليتها، وإظهار كمال الغيظ والسخط لوائدها، والمبالغة في تبكيته، فإنّ (المجني عليه) إذا سئل بمحضر الجاني كان ذلك بعثًا للجاني على التفكر في حال نفسه وحال المجني عليه.
5- سؤال الموءودة أمام الملأ يكون أكثر وقعًا على الوائد، وأشد إدانة له أمام الحشر.
6- الكلام نظير قوله تعالى في عيسى (ع): (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ)(المائدة: 116.(
سأل الله تعالى عيسى، ولم يسأل قوم عيسى، وذلك على سبيل التوبيخ لقومه وإقامة الحجة عليهم.
7- قيل: إسناد السؤال إلى الموءودة من المجاز العقلي، والمراد كونها مسؤولاً عنها، نظير قوله تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا)(الإسراء: 34(.
العهد لا يكون مسؤولاً بالحقيقة، بل يكون مسؤولاً عنه. وعلى هذا فيكون الوائد هنا هو المسؤول على الحقيقة، وإنما الموءودة مسؤول عنها.
اقرأ ايضاً: قبسات قرآنية (3).. اصحاب السبت.. كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ
8- في قراءة أخرى للآية الكريمة (وإذا الموءودة سَألت) وليس (سُئلت) .
قرأ أبيّ وابن مسعود والربيع بن خيثم وابن يعمر «سَألت» أي خاصمت، أو سَألت اللّه تعالى، أو قاتلها... والله سبحانه هو العالم
الشيخ مرتضى الباشا