قبسات قرآنية (4).. وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ

السبت 28 نوفمبر 2020 - 05:04 بتوقيت غرينتش
قبسات قرآنية (4).. وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ

القرآن الكريم-الكوثر: قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد ((وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ))(التكوير: 8-9). وإذا الموءودة سئلت؟

السؤال: لماذا تُسأل الموءودة؟ ولم يُسأل المجرم وهو الوائد؟

الجواب:

 1-  قال الله سبحانه وتعالى (أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(آل عمران:77.(

حرمان العبد من كلام الله تعالى له يوم القيامة، أو في بعض مواقف يوم القيامة، هذا من العقوبة والخذلان والإهانة له.

2- عدم مخاطبة القاتل، هذا نوع من التعريض والتوبيخ للقاتل، وكأنّ القاتل لا قيمة له ولا مكانة حتى يُسال هو.

3- سؤال الموءودة توطئة وتمهيد لكي تطلب هي من الله تعالى الانتصاف لها، حتى يؤخذ حقها.

4- لتسليتها، وإظهار كمال الغيظ والسخط لوائدها، والمبالغة في تبكيته، فإنّ (المجني عليه) إذا سئل بمحضر الجاني كان ذلك بعثًا للجاني على التفكر في حال نفسه وحال المجني عليه.

5-  سؤال الموءودة أمام الملأ يكون أكثر وقعًا على الوائد، وأشد إدانة له أمام الحشر.

6- الكلام نظير قوله تعالى في عيسى (ع): (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ)(المائدة: 116.(

سأل الله تعالى عيسى، ولم يسأل قوم عيسى، وذلك على سبيل التوبيخ لقومه وإقامة الحجة عليهم.

7- قيل: إسناد السؤال إلى الموءودة من المجاز العقلي، والمراد كونها مسؤولاً عنها، نظير قوله تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا)(الإسراء: 34(.

 العهد لا يكون مسؤولاً بالحقيقة، بل يكون مسؤولاً عنه. وعلى هذا فيكون الوائد هنا هو المسؤول على الحقيقة، وإنما الموءودة مسؤول عنها.

اقرأ ايضاً: قبسات قرآنية (3).. اصحاب السبت.. كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ

 

 

8- في قراءة أخرى للآية الكريمة (وإذا الموءودة سَألت) وليس (سُئلت) .

قرأ أبيّ وابن مسعود والربيع بن خيثم وابن يعمر «سَألت» أي خاصمت، أو سَألت اللّه تعالى، أو قاتلها... والله سبحانه هو العالم

الشيخ مرتضى الباشا