رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى هرقل قيصر الروم

الأربعاء 4 نوفمبر 2020 - 08:05 بتوقيت غرينتش
رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى هرقل قيصر الروم

اسلاميات-الكوثر: عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كتب إلى هرقل قيصر الروم يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه مع دحية الكلبي، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصرالروم، فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر. وكان قيصر الروم إذ ذاك في أوج عظمته، فقد جاء من حمص إلى بيت المقدس .

استقبل قيصر دحية استقبالا طيبا، واستمع لما قاله من خلال مترجم في البلاط الروماني الشرقي، ودار بينهما الحوار الصريح التالي:

قال دحية: فقلت له: يا قيصر، أرسلني إليك من هو أفضل منك، والذي أرسله خير منه فاسمع بذل، ثم أجب بنصح، فإنك إن لم تذلل لم تفهم، وإن لم تنصح لم تنصف.
قال قيصر: هات. قلت: هل تعلم أن المسيح كان يصلي؟ قال: نعم قلت: فاني أدعوك إلى من كان المسيح يصلي له، وأدعوك إلى من دبر خلق السموات والأرض، والمسيح في بطن أمه، وأدعوك إلى هذا النبي الذي بشر به موسى، وبشر به عيسى بن مريم من بعده، وعندك من ذلك أثارة من علم، تكفي عن العيان، وتشفي من الخبر، فإن أجبت كانت لك الدنيا والآخرة، وإلا ذهبت عنك الآخرة، وشوركت في الدنيا،واعلم أن لك ربا يقصم الجبابرة، ويغير النعم.
فأخذ قيصر الكتاب، فوضعه على عينه ورأسه وقبله ثم قال: أما والله، ما تركت كتابا إلا قرأته، ولا عالما إلا سألته، فما رأيت إلا خيرا، فأمهلني حتى أنظر من كان المسيح يصلي له، فإني أكره أن أجيبك اليوم بأمر أرى غداً ما هو أحسن منه، فأرجع عنه، فيضرني ذلك ولا ينفعني، أقم حتى أنظر.
نص رسالة رسول الله (ص) الى قيصر الروم: (( بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى. أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت، فعليك إثم الأريسيين، و(يأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ، فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) (سورة آل عمران- الآية64)
(محمد رسول الله))

ذكر المؤرخون، أن هرقل قيصر الروم دعى بكتاب رسول الله (ص) فقرأه، فلما فرغ من قراءته ارتفعت الأصوات عنده ، وكثر اللغط، فخاف هرقل على ملكه، فأرسل إلى النبي (ص) بهدية، وأجاز دحية بمال وكسوة، فقبل النبي (ص) هديته وقسمها على المسلمين.

وفى دراسة للرسالة: تتكون الرسالة من ثمانية أسطر، وإحدى وستين كلمة، كتبت على رق مصقول بمداد أسود، وختمت على مسافة تقع في الثمن الأول من اليمين تقريبا. وقد طمست بعض أجزاء الختم، لكن يمكن تمييز الكلمات الثلاث.

والجدير بالذكر، ان النسخة الاصلية من لرسالة التي وجهها رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى هرقل عظيم الروم، التي كتبت على قطعة من الجلد محفوظة في متحف الرسول محمد (ص) الذي يقع في حرم مسجد الملك الحسين في العاصمة الاردنية عمان.