الطمع ضد القناعة، لكن كثر استعماله ضد المروءة والورع حتى صار حقيقة فيه، أما حكمه فيقاس بآثاره ونتائجه، ان خيرا فخير، ان شرا فشر.
وقول الإمام (ع) من استشعر الطمع معناه من اتخذه دينا له وديدنا بحيث لا يلتزم بشيء إلا على أساس منفعته الخاصة. ومن كان كذلك فقد حقر نفسه بنفسه، لأن الإنسان يقاس بأهدافه وأمانيه. و(من كانت همته بطنه كانت قيمته ما يخرج منها) كما قال الإمام (ع).
وقد يبتلى الإنسان بمرض وفقر وغيرهما من الآفات. وما من شك ان المرض بلاء، الفقر مصيبة، لكن الكشف والإعلان عنهما وعن أية آفة فضيحة. وقديما قيل الشكوى لغير الله ذل.. وأية جدوى من الشكوى الى الناس ما دامت لا تدفع ضر، لا تجلب نفع، تسوء المحب، تسر المبغض؟
والشكوى من مقولة الكلام وصفاته، لذا عقًبها الإمام (ع) بالإشارة الى اللسان، وقال (ع) مجرب حكيم يتنازع لسانك عقلك وهواك، فإن غلب الأول فهو لك، ان غلب الثاني فهو عليك، فلا تطلق لسانك حتى تعلم ان كلامه لك لا عليك.
إقرأ ايضا: قبسات من حكم الإمام علي (ع).. (1) كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ