ووجدت الدراسة أن 14 من بين كل 1000 مريض بـ "كوفيد-19" يدخلون المستشفى يعانون من جلطة دماغية، حيث قام فريق الباحثين بتحليل 61 دراسة منشورة غطت أكثر من 100 ألف مريض دخلوا المستشفى بسبب فيروس كورونا.
ووفقا لما نشر في "المجلة الدولية للسكتات الدماغية" International Journal of Stroke، فإن معدل مرضى "كوفيد-19" ممن يعانون من الجلطة الدماغية أعلى لدى كبار السن.
وتقترح الدراسة أيضا أن معدل من يعانون الجلطة الدماغية من بين مرضى "كوفيد-19" أعلى كذلك لدى أولئك الذين يعانون من عدوى شديدة وأمراض الأوعية الدموية مسبقا. لذلك درس العلماء ما إذا كان "كوفيد-19" يزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية أو ما إذا كان الارتباط ناتجا عن انتشار الفيروس لدى أولئك الذين هم بالفعل أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية.
من جانبها علقت الدكتورة ستيفانيا نانوني، المؤلفة الرئيسية للدراسة، من قسم علوم الأعصاب الإكلينيكية بجامعة كامبريدج، بقولها: "إن الصورة معقدة. فعلى سبيل المثال، من المحتمل أن يكون عدد من مرضى (كوفيد-19) معرّضين بالفعل لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
لكن عوامل أخرى، مثل الإجهاد العقلي لـ (كوفيد-19) قد تساهم هي الأخرى في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. من ناحية ثانية، نرى أدلة على أن (كوفيد-19) قد يؤدي، أو على الأقل هو عامل خطر، للسكتة الدماغية، في بعض الحالات.
أولا، يبدو أن ارتباط فيروس كورونا المستجد بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية أكبر بكثير من الإنفلونزا الموسمية.
ثانيا، نحن نرى نمطا معينا من السكتة الدماغية لدى الأفراد المصابين بـ (كوفيد-19)، ما يشير إلى وجود علاقة ما، ربما سببية، في نسبة من المرضى على أقل تقدير".
وقد عانى ما يزيد قليلا عن 12 من كل 1000 مريض "كوفيد-19" ممن دخلوا إلى المستشفى من سكتة دماغية حادة، حيث توقف تدفق الدم بسبب الجلطة الدماغية، وفقا للدراسة.
ويقول البروفيسور هاغ ماركوس، الذي يقود مجموعة أبحاث السكتة الدماغية في كامبريدج: "على الرغم من أن معدل الإصابة بالسكتة الدماغية بين مرضى (كوفيد-19) منخفض نسبيا، إلا أن حجم الوباء يعني أن عدة آلاف من الناس يمكن أن يتأثروا في جميع أنحاء العالم".
وتابع ماركوس: "سيحتاج الأطباء إلى البحث عن علامات وأعراض السكتة الدماغية، خاصة بين المجموعات المعرضة لخطر معين، مع الأخذ في الاعتبار أن صورة المريض المعرض للخطر هي أصغر مما هو متوقع".
وكان نزيف المخ أقل شيوعا، حيث يحدث في 1.6 من كل 1000 حالة، وقد دخل معظم هؤلاء المرضى إلى المستشفى بأعراض "كوفيد-19"، وعانوا من السكتات الدماغية بعد بضعة أيام.
لذلك توصي الدكتورة نانوني بالتعامل مع جميع المرضى ممن يدخلون إلى المستشفى بسكتات دماغية "كحالات (كوفيد-19) محتملة حتى ظهور نتائج الفحص"، نظرا لاحتمال أن يكون لديهم أعراض تنفسية خفيفة مرتبطة بـ "كوفيد-19"، أو بدون أعراض تماما.