وبحسب نتائج عدة دراسات فأن العديد من الأشخاص الذين يتعافون من عدوى فيروس كورونا، إن لم يكن معظمهم، يتمتعون بالحماية لفترة من الوقت على الأقل، كما تقترح أيضا أن لقاحات فيروس كورونا قد تكون قادرة على حماية الناس لأكثر من بضعة أسابيع فقط.
ووجدت إحدى الدراسات أن الناس ينتجون أجساما مضادة تحمي من العدوى وتستمر لمدة خمسة إلى سبعة أشهر على الأقل، حيث أفاد عالم الأحياء المناعية في كلية الطب بجامعة "أريزونا" ديبتا باتاتشاريا، بالقول "لدينا شخص واحد خرج منذ سبعة أشهر. لدينا حفنة من الأشخاص بين خمسة إلى سبعة أشهر".
وكتب فريقه في تقرير نشر في مجلة Immunity "خلصنا إلى أن الأجسام المضادة المعادلة يتم إنتاجها بثبات لمدة لا تقل عن 5-7 أشهر بعد الإصابة بـ SARS-CoV-2.
ومن المعروف ان فيروس كورونا المستجد موجود منذ أقل من عام فقط، لذلك سوف يستغرق الأمر وقتا لمعرفة المدة التي تستمر فيها المناعة، وقال باتاتشاريا "ومع ذلك، فإننا نعلم أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس السارس الاول، وهو الفيروس الأكثر شبها بـ SARS-CoV-2، لا يزالون يرون مناعة بعد 17 عاما من الإصابة. إذا كان SARS-CoV-2 يشبه الأول، نتوقع أن تستمر الأجسام المضادة لمدة عامين على الأقل، ومن غير المرجح أن تستمر لفترة أقصر من ذلك بكثير ".
وأضاف ان " الأشخاص الذين أصيبوا بمرض كوفيد -19 كان لديهم استجابة مناعية أقوى، فالأشخاص الذين تم أخذ عينات منهم من وحدة العناية المركزة لديهم مستويات أعلى من الأجسام المضادة مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من مرض أكثر اعتدالا"، مبينا انه لا يعرف حتى الآن ماذا سيعني ذلك بالنسبة للمناعة طويلة المدى.
بالإضافة إلى ذلك، لم يحقق الباحثون لمعرفة ما إذا كان الأشخاص قد تعرضوا للفيروس للمرة الثانية وتمكنوا من مقاومة الإصابة مرة أخرى.
ولا تدعم الدراسات فكرة أن الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى يمكن أن تصل إلى مناعة القطيع قريبا من خلال العدوى الطبيعية.
وكان الباحثون في مستشفى "ماساتشوستس" العام قد اختبروا 343 مريضا بفيروس كورونا، معظمهم في حالة شديدة في المستشفى، أفادوا في مجلة Science Immunology الأسبوع الماضي أن لديهم مستويات مرتفعة من بعض الأجسام المضادة تسمى IgG لمدة تصل إلى أربعة أشهر.
وأشار أخصائي الأمراض المعدية للأطفال، جيسون هاريس، إلى ان "معرفة المدة التي تظل فيها استجابات الأجسام المضادة أمر ضروري قبل أن نتمكن من استخدام اختبار الأجسام المضادة لتتبع انتشار COVID-19 وتحديد النقاط الساخنة للمرض".