وقال خبير الأمراض المعدية في كلية زوكر للطب بجامعة هوفسترا، ديفيد هيرشويرك، انه "حتى الآن، تبدو هذه الحالات نادرة جدا، ولكنها أيضا ليست مفاجئة جدا".
وأوضح هيرشويرك أن خبراء الصحة يعرفون من فيروسات كورونا الموسمية الأخرى، أن الناس يمكن أن يصابوا مرة أخرى على الرغم من تطوير درجة مناعتهم في المرة الأولى، مضيفا لصحيفة "ذا بوست" ان المناعة بالتأكيد لا تدوم مطلقا".
وحتى الآن، لم يكن هناك سوى عدد قليل من حالات الإصابة مرة أخرى موثقة، من بين أكثر من 37 مليون شخص في جميع أنحاء العالم أصيبوا بالفيروس.
وقالت الطبيبة نيكول إيوفين، خبيرة الأمراض المعدية في "يو اف هيلث": شعرت بالحيرة لأننا لم نسمع عن المزيد منها، ولكن إثبات أنها عودة حقيقية للعدوى هو نوع من العائق".
وأضافت يوفين أنه ربما كان هناك أشخاص عانوا من الأعراض مرة أخرى بعد أشهر، ولكنهم لم يطلبوا العلاج أو لم يكن لدى أطبائهم عينات إكلينيكية لإثبات أنها كانت عدوى ثانية.
ونتيجة لذلك، ما يزال من غير المعروف ما إذا كانت حالات الإصابة مرة أخرى، ستكون بعيدة أو قريبة.
وقال الطبيب ويليام شافنر، أستاذ الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إن هناك بعض الفيروسات حيث تكون حالات الإصابة مرة أخرى نادرة جدا، لدرجة أنها تظهر غالبا في المجلات الطبية.
وأوضح، على سبيل المثال، يمكن أن يمرض الناس مرة أخرى بالحصبة وجدري الماء، ولكن "هذا ليس حدثا شائعا".
واضاف ان "أحد الأشياء الصحيحة فيما يتعلق بالحصبة هو أن الأجسام المضادة التي أنشئت، هي الطريقة السائدة التي يحارب بها الجسم الفيروس ويظل معك مدى الحياة".
ولا تتحور كل من الحصبة والجدري المائي بسرعة، وبالتالي فإن المناعة غالبا ما تستمر مدى الحياة في معظم الحالات.
وقال الخبراء إن "كوفيد-19" كان مستقرا وراثيا إلى حد ما، ولكن ما يزال من السابق لأوانه تحديد موقعه بين الحصبة والإنفلونزا، والتي يمكن أن تنتشر فيها 4 سلالات في أي وقت.
وقالت ساندرا كيش، أخصائية الأمراض المعدية في "ويست ميد ميديكال غروب"، ان "الإنفلونزا فيروس مبتكر لدرجة أنك لا تتمتع بمناعة دائمة من عام إلى آخر، لأنه قادر على التحور بشكل كبير".
ويمكن للخبراء الاستشهاد بمثال واحد فقط لمرض له نتائج سريرية أسوأ، أثناء الإصابة مرة أخرى - حمى الضنك، والتي إذا اكتشفت مرة أخرى، تؤدي إلى استجابة مناعية ضارة يمكن أن تكون قاتلة. ومعظم الأمراض إما لا تعود أو تظهر عليها أعراض مشابهة أو طفيفة.
ولكن، كانت هناك حالتان موثقتان من عدوى "كوفيد-19"، حيث شهد المرضى نتائج أسوأ في المرة الثانية.
وتبين أن الحالة الثانية لرجل من نيفادا يبلغ من العمر 25 عاما، "أكثر حدة من حيث الأعراض"، بينما توفيت امرأة هولندية تبلغ من العمر 89 عاما كانت مصابة بنوع نادر من السرطان، عندما حاربت الفيروس مرة أخرى.
ولكن الخبراء قالوا إنه لا توجد أدلة كافية على أن العدوى الثانية ستكون أكثر حدة.
وقالت كيش: "العدوى الثانية تميل إلى أن تكون أكثر اعتدالا أو أن بعض الحالات لا تظهر عليها أعراض، باستثناء رجل نيفادا والمريضة الهولندية".
وأوضحت أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتتبع حالات العدوى، و"إنه لأمر مطمئن أن تكون العدوى الثانية أكثر اعتدالا أو بدون أعراض أو مشابهة للعدوى الأولى".
وخلصت: "ما نتعلمه عن البراعة الجينية لهذا الفيروس والاستجابة المناعية، وما إذا كانت كافية للعودة لسلالة مختلفة من "كوفيد"، مايزال يتعين الإجابة عنه".