وكُشف أن هذه الحالة هي الأولى من نوعها في المملكة المتحدة، وقال الخبراء إن فقدان السمع المفاجئ والدائم مرتبط بعدوى "كوفيد-19" لدى بعض الأشخاص.
ويأتي ذلك بعد أن صرّح خبراء في جامعة مانشستر، أن الأشخاص الذين تعافوا من الفيروس أبلغوا عن تدهور في سمعهم، وكذلك حالات مثل الطنين.
وشملت الدراسة، التي يدعمها مركز أبحاث الطب الحيوي NIHR Manchester Biomedical، نحو 121 بالغا دخلوا مستشفى Wythenshawe.
وتوبعت حالاتهم عبر الهاتف بعد ثمانية أسابيع من خروجهم من المستشفى.
وعند سؤالهم عما إذا شهدوا أي تغييرات في سمعهم، قال 13.2% منهم إن سمعهم كان أسوأ.
وكشفت دراسة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، كيف فقد رجل سليم السمع بعد إصابته بالفيروس.
وكانت الحالة الصحية الأساسية الوحيدة التي عانى منها الرجل هي الربو، ونُقل إلى قسم الأذن والأنف في المستشفى بعد أن تعرض فجأة لفقدان السمع في أذن واحدة، إثر تلقيه العلاج كمريض بـ"كوفيد-19".
وعانى الرجل من أعراض فيروس كورونا لمدة 10 أيام، ونُقل إلى العناية المركزة حيث كان يكافح من أجل التنفس.
وعند نقله إلى العناية المركزة، رُبط بجهاز التنفس الصناعي لمدة 30 يوما. وأصيب بمضاعفات أخرى، ثم عولج بريمديسفير، الستيرويدات الوريدية ونقل الدم، وبعد ذلك بدأ يتحسن.
وبعد أسبوع، غادر العناية المركزة ولكنه أصيب بطنين في أذنه اليسرى، وسرعان ما فقد السمع فيها.
وبصرف النظر عن الربو، كان يتمتع بصحة جيدة ولم يواجه أي مشاكل في السمع. وفحص الخبراء قنوات أذنه، ليجدوا أنه لا يعاني من انسداد أو التهاب.
وكشفت فحوصات أخرى أنه فقد سمعه في أذنه اليسرى، وواصل الخبراء علاجه بأقراص وحقن الستيرويد التي ساعدته على استعادة سمعه جزئيا.
ومن أجل استبعاد وجود أي ظروف أخرى كانت السبب المحتمل لفقدان السمع، اختبره الخبراء من أجل التهاب المفاصل الروماتويدي وفيروس نقص المناعة البشرية والإنفلونزا - وكانت جميع الاختبارات سلبية.
وصرح معدو التقرير: "على الرغم من الأبحاث الكبيرة حول "كوفيد-19" والأعراض المختلفة المرتبطة بالفيروس، هناك نقص في النقاش حول العلاقة بين المرض والسمع. وفقدان السمع وطنين الأذن من الأعراض التي لوحظت لدى المرضى المصابين بفيروس كورونا وفيروس الإنفلونزا، ولكن لم يُسلّط الضوء عليها".
وقال المعدون إن الفيروس سبق اكتشافه في الخلايا التي تبطن الأذن. وأضافوا أن الاستجابة الالتهابية للفيروس ارتبطت أيضا بضعف السمع.
وأوضحوا: "هذه هي أول حالة يُبلّغ عنها لفقدان السمع الحسي العصبي بعد عدوى "كوفيد-19" في المملكة المتحدة. ونظرا لانتشار الفيروس على نطاق واسع بين السكان والغموض الكبير لفقدان السمع، فمن المهم إجراء مزيد من التحقيق في هذا الأمر".
والآن، ينبغي على الأطباء سؤال المرضى عن فقدان السمع المفاجئ، وإحالتهم وفقا لذلك.