شذرات من حياة الإمام السجاد عليه السلام.. 12 خطبة زلزلت عرش يزيد

السبت 19 سبتمبر 2020 - 10:29 بتوقيت غرينتش
شذرات من حياة الإمام السجاد عليه السلام.. 12 خطبة زلزلت عرش يزيد

اسلاميات-الكوثر: اليوم هو الاول من شهر صفر عام (61 هـ) ذكرى دخول موكب سبايا آل بیت النبوة (عليهم السلام) الى الشام (دمشق)، وكان الطاغية يزيد (لعنة الله عليه) قد أمر بتزيين المدينة وتسيير مواكب الفرح على أنغام الطبول ابتهاجاً بدخول موكب السبايا ومقتل ابن بنت رسول الله (ص(.

في مجلس الطاغية يزيد، أوقف الإمام زين العابدين (عليه السلام) مع السبايا، وأمر الطاغية يزيد خطيبه أن يرقى المنبر ويمجّد في آل أبي سفيان ويذم أمير المؤمنين علي (ع)، فأكثر خطيب يزيد الوقيعة في أمير المؤمنين علي والحسين (عليهما السلام)، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد وذكرهما بكل جميل، فقال له الإمام السجاد (ع) : «ويلك! أيها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فتبوء مقعدك من النار».

خطبة الإمام السجاد (ع)

قال الخوارزمي: قال علي بن الحسين (ع): «يا يزيد، ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات لله فيهن رضى ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب.

فأبى يزيد عليه ذلك.

فقال الناس: يا... ، أئذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئاً.

فقال: إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان.

فقيل له: يا... ، وما قدر ما يحسن هذا؟

فقال: إن هذا من أهل بيت قد زُقّوا العلم زقاً.

فلم يزالوا به حتى أذن له.

فصعد الامام السجاد (ع) المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: (أيّها الناس، أُعطِينا سِتًّا، وفُضِّلنَا بِسَبع، أعطِينَا العِلم، والحِلم، والسَمَاحَة، والفَصَاحَة، والشَجَاعة، والمَحَبَّة في قلوب المؤمنين، وفضّلنا بأنّ منّا النبي المختار محمّد (صلى الله عليه وآله)، ومنّا الصدّيق، ومنّا الطيّار، ومنّا أسد الله وأسد رسوله، ومنّا سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول، ومنّا سبطا هذه الأُمّة، وسيّدا شباب أهل الجنّة، فمن عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي.

أيّها الناس، أنا ابن مكّة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى، أنا ابن خير من انتعل واحتفى، أنا ابن خير من طاف وسعى، أنا ابن خير من حج ولبّى، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فسبحان من أسرى، أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى، أنا ابن من دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن من صلّى بملائكة السماء، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى، أنا ابن محمّد المصطفى، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق، حتّى قالوا لا اله إلا الله، أنا ابن من بايع البيعتين، وصلّى القبلتين، وقاتل ببدر وحنين، ولم يكفر بالله طرفة عين، يعسوب المسلمين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، سمح سخي، بهلول زكي، ليث الحجاز، وكبش العراق، مكّي مدني، أبطحي تهامي، خيفى عقبي، بدري أحدي، شجري مهاجري، أبو السبطين، الحسن والحسين، علي بن أبي طالب، أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن سيّدة النساء، أنا ابن بضعة الرسول... وابنُ خَديجةِ الكبرى، أنَا ابنُ المُرمَّلِ بالدِماء، أنا ابنُ ذَبيحِ كَربلاء، أنَا ابن مَنْ بَكَى عليهِ الجِنُّ في الظَلماء، وناحَتْ الطير في الهَوَاء).

قال الخوارزمي ولم يزل يقول الامام السجاد (ع) أنا أنا، حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب، وخشي يزيد أن تكون فتنة، فأمر المؤذّن يؤذّن، فقطع عليه الكلام وسكت، فلمّا قال المؤذّن: الله أكبر.

قال علي بن الحسين: (كبرت كبيراً لا يقاس، ولا يدرك بالحواس، ولا شيء أكبر من الله)، فلمّا قال: أشهد أن لا اله إلا الله، قال علي: (شهد بها شعري وبشري، ولحمي ودمي، ومخي وعظمي)، فلمّا قال: أشهد أن محمداً رسول الله، التفت علي من أعلى المنبر إلى يزيد، وقال: (يا يزيد محمد هذا جدّي أم جدّك؟ فإن زعمت أنه جدّك فقد كذبت، وان قلت أنه جدّي، فلم قتلت عترته؟).

قال الخوارزمي: وفرغ المؤذّن من الأذان والإقامة، فتقدّم يزيد، وصلّى الظهر، فلمّا فرغ من صلاته، أمر بعلي بن الحسين، وأخواته وعماته (صلوات الله عليهم)، ففرغ لهم دار فنزلوها، وأقاموا أياماً يبكون، وينوحون على الحسين (عليه السلام).

 

      اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم