بطلة كربلاء.. زينب الكبرى عليها السلام..6 مع ركب السبايا إلى الشام

الخميس 17 سبتمبر 2020 - 04:41 بتوقيت غرينتش
بطلة كربلاء.. زينب الكبرى عليها السلام..6 مع ركب السبايا إلى الشام

حسينيات-الكوثر: بعث (عبيدالله بن زياد) إلى يزيد بن معاوية (لعنهم الله) يستفتيه في شأن الرؤوس وعائلة الحسين (عليه السلام) فجاءه الجواب بأن يحملهم إلى الشام. وقد وصل ركب السبايا الى دمشق في الاول من شهر صفر عام 61هـ ، وكان يوم عيد عند بني أمية (عليهم لعائن الله).

ذكر الطبري في تاريخه أن عبيد الله (عليه لعنة الله) أمر بنساء الحسين (عليه السالم) وصبيانه فجِّهزن وأمر بعلي بن الحسين (ع) فغُلَّ بغلٍّ إلى عنقه ثم سرَّح بهم مع محفِّز بن ثعلبة العائذي ومع شمر بن ذي الجوشن فانطلقا بهم حتى قدموا على يزيد...) وقد مر السبايا بعدة بلدان منهم تشمت بهم ومنهم من تألم وبكى .

ذكر المؤرخون ان ركب السبايا تحرك من الكوفة جنوباً الى القادسية بعدها شمالاً إلى تكريت والموصل، ثم غرباً عبر جبل سنجار، ثم منطقة الجزيرة في الشمال السوري، وبعدها إلى حلب، حماة، بعلبك وصولاً إلى دمشق.

  يقول أبو مخنف أنهم مروا بركب السبايا بمدينة (تكريت) وكان اغلب أهلها من النصارى، فلما اقتربوا منها وأرادوا دخولها اجتمع القسيسون والرهبان في الكنائس وضربوا النواقيس حزنا على الحسين (ع) وقالوا : إنا نبرأ من قوم قتلوا ابن بنت نبيهم، فلم يجرؤوا على دخول البلدة وباتوا ليلتهم خارجها في البرية .   

وهكذا كانوا يقابلون بالجفاء والإعراض والتوبيخ كلما مروا بدير من الأديرة أو بلد من بلاد النصارى، وحينما دخلوا مدينة (لينيما) وكانت عامرة يومذاك تظاهر أهلها رجالاً ونساء وشيباً وشبانا وهتفوا بالصلاة والسلام على الحسين وجده وأبيه ولعن الأمويين وأشياعهم وأتباعهم وأخرجوهم من المدينة وتعالى الصراخ من كل جانب، وأرادوا الدخول إلى (جهينة) من بلاد سورياً فتجمع أهلها لقتالهم فعدلوا عنها، واستقبلتهم (معرة النعمان) بالترحاب. وحينما اشرفوا على مدينة (كفرطاب) أغلق أهلها الأبواب في وجوههم، فطلبوا منهم الماء ليشربوا، فقالوا لهم : والله لا نسقيكم قطرة من الماء بعد أن منعتم الحسين وأصحابه منه، واشتبكوا مع أهالي (حمص) وكان أهلها يهتفون قائلين : (أكفرا بعد إيمان وضلالا بعد هدى)، ورشقوهم بالحجارة فقتلوا منهم 26 فارساً ولم تستقبلهم سوى مدينة (بعلبك) فدقت الطبول وقدموا لهم الطعام والشراب .

وفي أول صفر عام 61هـ وصل ركب سبايا آل الرسول (صلى الله عليه وآله) الى دمشق، يتقدمها رأس الامام الحسين (عليه السلام) ورؤوس أهل بيته على الرماح، وكان يوم عيد عند بني أمية (عليهم لعائن الله).

قال اصحاب المقاتل: أوقفوا آل بيت النبوة (ع) على باب الشام (دمشق) ((كانت تسمى باب الساعات، وتسمى حاليا (باب توما))، أوقفوا ركب السبايا ثلاثة أيام، حتى يزينوا البلد، فزينوها بكل حلي وزينة، ثم استقبلهم أهلها من الرجال والنساء مع الدفوف، وخرج أمراء الناس مع الطبول والصنوج والبوقات، فلما ارتفع النهار أدخلوا الرؤوس إلى البلد ومن ورائها حرائر أهل بيت النبوة (ع).

قال الصحابي سهل بن سعد الساعدي (رض): خرجت إلى  بيت المقدس حتى توسطت الشام، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار كثيرة الأشجار، وقد علقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول، فقلت في نفسي لا نرى لأهل الشام عيدا لا نعرفه نحن، فرأيت قوما يتحدثون، فقلت: أنا سهل بن سعد قد رأيت محمدا (ص).

قالوا: يا سهل أما أعجبك السماء لا تمطر دما والأرض لا تخسف بأهلها.

قلت: ولم ذلك؟ قالوا: هذا راس الحسين عترة محمد (ص) يهدى من أرض العراق.

فقلت: وا عجباه يهدى رأس الحسين والناس يفرحون،

قلت: من أي باب يدخلون؟ فأشاروا إلى باب يقال له: باب الساعات.

قال: فبينما أنا كذلك إذ الرايات يتلو بعضها بعضا، فإذا نحن بفارس بيده لواء منزوع السنان، عليه رأس أشبه الناس وجها برسول الله (ص)، ورأيت من ورائه نسوة على جمال بغير وطاء فدنوت من أولاهن: فقلت: يا جارية من أنت؟ فقالت: أنا سكينة بنت الحسين (ع).

فقلت لها: ألك حاجة إليَّ؟ أنا سهل بن سعد، ممن رأى جدك وسمع حديثه.

قالت: يا سهل قل لصاحب هذا الرأس أن يقدم الرأس أمامنا حتى يشتغل الناس إليه، ولا ينظروا إلى حرم رسول الله.

قال سهل: فدنوت من صاحب الراس فقلت له: هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ مني أربعمائة دينار؟ قال: وما هي؟ قلت تقدم الرأس أمام الحرم، ففعل، فدفعت إليه ما وعدته.

وقال سهل بن سعد الساعدي: كان معي رفيق نصراني يريد لبيت المقدس وهو متقلد بسيف تحت ثيابه فكشف الله تعالى عن بصره فسمع رأس الحسين (ع) وهو يقرأ القرآن ويقول: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) فادركته السعادة، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله، ثم انتضى سيفه وحمل به على القوم وهو يبكي فجعل يضرب فيهم فقتل منهم جماعة كثيرة فتكاثروا عليه فقتلوه، رحمه الله.   فقالت أم كلثوم: ما هذه الصيحة؟ فحكيتُ لها بالحكاية، فقالت، وا عجباه النصارى يحتشمون لدين الإسلام وأمة محمد الذين يزعمون أنهم على دين محمد يقتلون أولاده ويسبون حريمه؟.

وقد اجاد الشاعر دعبل الخزاعي عند الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بخراسان في تائيته التي مطلعها:

     مدارس آيات خلت من تلاوة  ***  ومنزل وحي مقفر العرصات

الى ان يقول:

     وآل رسول الله تدمى نحورهم ***  وآل زياد زينوا الحجلات

     وآل رسول الله تسبى حريمهم ***  وآل زياد آمنوا السريات

     وآل زياد في القصور مصونة ***  وآل رسول الله في الفلوات

     فيا وارثي علم النبي وآله  ***  عليكم سلام دائم النفحات

 

السلام عليك يا أم المصائب يا زينب الكبرى يا بنت الأكارم، يا حفيدة المصطفى وبنت علي والزهرا واخت سيدي شباب أهل الجنة عليهم جميعا سلام الله ابدا ما بقي الليل والنهار.