ما قاله (الذهبي شمس الدين الدشقي) في ترجمة الإمام السجاد عليه السلام: "السيد الإمام، زين العابدين، وكان له جلالة عجيبة، وحق له ذلك، فقد كان أهلا للإمامة العظمى: لشرفه، وسؤدده، وعلمه، وتألهه، وكمال عقله.
ومثل هذه النصوص ذكرها (المناوي) (محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين ابن علي الحدادي ثم المناوي القاهري) الذي يعتبر من كبار علماء مدرسة الخلافة، ولد سنة 952هـ وتوفى سنة 1031 هـ عاش في القاهرة، وتوفي بها.
كما وامتدحه كل من محمد بن مسلم الزهري والذي كان يُعد عالم الحجاز والشام، قائلا: "ما رأيت أورع ولا أفضل منه"
ويقول ابن (حجر العسقلاني): عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، زين العابدين، ثقة ثبت، عابد، فقيه، فاضل، مشهور.
کما امتدحه كل من الجاحظ البصري وابن سعد وابن الجوزي وابن خلكان وغيرهم.
وأما مصادر مدرسة أهل البيت عليهم السلام، فقد قيل في حق الامام زين العابدين (ع) الكثير من الكلمات والتي تُبيّن منزلته في كل الأعصار.
فقد ذكره (ابو حمزة الثمالي: ثابت بن أبي صفية بن دينار الكوفي)، الراوي ومُفسّر والذي كان من أصحاب أربعة من الأئمة: علي السجاد، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم عليهم السلام، وقال في حق الامام زين العابدين (ع): أنه ما سمع بأحد أزهد من علي بن الحسين إلاّ الإمام علي بن أبي طالب".
واعتبر جابر بن عبد الله الأنصاري؛ (من أصحاب النبي محمد (ص) الذين بايعوه في بيعة العقبة الثانية، ومن الحفّاظ، وكان جابر من المعمرين، حتى أدرك الإمام الباقرعليه السلام، فأبلغه سلام رسول الله صلی الله عليه وآله)، وقال في حق الامام زين العابدين (ع): ((أن ليس في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين)).
يقول الشيخ المفيد (رض): "كان عليّ بن الحُسين (ع) أفضل خلق الله بعد أبيه علماً وعملاً، وقد روى عنه فُقهاء العامّة من العُلوم ما لا يحصى كثرة، وحفظ عنه من المواعظ والأدعية، وفضائل القران الكريم والحلال والحرام والمغازي والأيام ما هو مشهور بين العُلماء".
کما ذكر علماء الرجال للإمام السجاد عليه السلام الكثير من الرواة والأصحاب الذين عاصروه، وممن ذكرهم الطوسي في رجاله:
( أبان بن تغلب ، بشر بن غالب ، أبو حمزة الثمالي ، جابر بن عبد الله الأنصاري ، الحسن بن محمد بن الحنفية ، رشيد الهجري ، سعيد بن جبير ، سعيد بن المسيب ، سليم بن قيس الهلالي ، عبد الله بن شبرمة ، الفرزدق ، محمد بن جبير بن مطعم ، محمد بن شهاب ، يحيى بن أم الطويل ، المنهال بن عمرو ، أم البراء.
وابدع الشاعر أبو الحسن (مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ البغدادي) (توفي 428 هـ / 1037 م) الذي اسلم وتتلمذ على يد الشريف الرضي.
يقول مهيار في حبّ أهل البيت عليهم السلام :
لهف نفسي يا آل طه عليكم * لهفةً كسبها جوىً وخبال
وقليلٌ لكم ضلوعي تهتـ*ـزّ مع الوجد أو دموعي تزالُ
كان هذا كذا وودّي لكم حسـ*ـب ومالي في الدين بعد اتصالُ
وطروسي سودٌ فكيف بي الآ*ن ومنكم بياضها والصِّقالُ
حبّكم فَكّ أسري من الشر*ك وفي منكبي له أغلالُ
كم تزمّلت بالمذلّة حتّى * قمتُ في ثوب عزّكم اختالُ
وقال أيضاً :
وفيكم ودادي وديني معا * وإن كان في فارس مولدي
خصمتُ ضلالي بكم فاهتديت * ولولاكم لم أكن أهتدي
وجرّدتموني وقد كنتُ في * يد الشرك كالصارم المغمدِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم