وفي (معالي السبطين) للمازندراني قال: فلمّا وصلوا إلى (تكريت) كتبوا إلى صاحبها بأنْ تلقَّنا –أي استقبلنا-، فإنّ معنا رأس الحسين. فلمّا قرأ الكتاب أمَرَ البوقات فضُرِبت، والأعلام فنُشِرت، والمدينة فزُيّنت. ودعا الناس من كلّ جانبٍ ومكان من جميع القبائل، فخرج وتلقّاهم. وكان كلّ مَنْ سألهم يقولون: هذا رأسُ خارجيٍّ خرج على يزيد بأرض العراق، في أرضٍ يقال لها كربلاء، فقتله عبيد الله بن زياد، وأنفذ به إلى الشام.
فقال رجلٌ نصرانيّ: يا قوم.. إنّي كنتُ في الكوفة، وقد ورد هذا الرأس، وليس هو رأسُ خارجيّ، بل هو رأسُ الحسين بن علي بن أبي طالب، وأمّه فاطمة الزهراء، وجدّه محمّد المصطفى(صلّى الله عليه وآله). فلمّا سمعت النصارى ذلك عمدوا إلى النواقيس فأخذوها، وجمعوا الرهبان، وأغلقوا البِيَع [جمع بيعة وهي الكنيسة] إعظاماً له، وقالوا: إلهنا وسيّدنا، إنّا برئنا من قومٍ قتلوا ابن بنتِ نبيّهم.
فبلغهم ذلك، فلم يدخلوها، ورحلوا عنها وأخذوا على البرّية.