العقيلة زينب عليها السّلام المتهجّدة العابدة
أشبَهَت عقيلةُ بني هاشم عليها السّلام أمَّها سيّدةَ نساء العالمين فاطمةَ الزهراء عليها السّلام في عبادتها، فكانت تقضي ليلها بالصلاة والتهجّد، ولم تترك نوافلها حتّى في أحلَك الظروف وأصعبها، فقد روي عن الإمام زين العابدين عليه السّلام أنّه قال إنّ عمّته زينب ما تَرَكت نوافلها الليليّة مع تلك المصائب والمحن النازلة بها في طريقهم إلى الشام.
السيّدة زينب عليها السّلام المحدِّثة العالِمة
رُوي أن العقيلة زينب عليها السّلام خَطَبت في الكوفة خُطبتَها الغرّاء فتركت أهل الكوفة يَموجُ بعضُهم في بعض، قد رَدُّوا أيديهم في أفواههم، حيارى يبكون وقد تمثّل لهم هولُ الجناية التي اقترفوها، قال الإمام زين العابدين عليه السّلام لعمّته زينب عليها السّلام: أنتِ بحمد الله عالِمةٌ غيرُ مُعلَّمة، فَهِمةٌ غيرُ مُفهَّمة.
السيّدة زينب عليها السّلام مفسّرة القرآن الكريم
ذكر أهلُ السِّيَر أنّ العقيلة زينب عليها السّلام كان لها مجلس خاصّ لتفسير القرآن الكريم تحضره النساء في بيتها في الكوفة أيّام خلافة أبيها أمير المؤمنين عليه السّلام، وليس هذا بمُستكثَر عليها، فقد نزل القرآن الكريم في بيتها، و(أهلُ البيت أدرى بالذي فيه)، وخليقٌ بامرأةٍ عاشت في ظِلال أصحاب الكساء وتأدّبت بآدابهم وتعلّمت من علومهم أن تحظى بهذه المنزلة السامية والمرتبة الرفيعة.
وقد اجاد الشاعر الأديب السيد محمد رضا القزويني في قصيدته البائية، يبين فيها تحمل السيدة زينب الكبرى أعباء الرسالة الحسينية، ومقارعة طاغية زمانها (يزيد بن معاوية) في معقله بدمشق:
أقائـدةَ الركـب يـا زينب ... تَغَنّى بكِ الشـرق والمغربُ
خَطبـتِ فدوّى بسمع الزما ... ن صوتٌ إلى الآن يُسترهَبُ
أخاف الطغاة على عرشهم ... فظنّوا عليّـاً بـدا يخطـبُ
وأسقطتِ قبل فناه يزيد ... وضـاق على رأيه المَذهبُ
ووَلّـت أميّـة مدحـورة ... ومـا ظل ذكـر لهم طيّبُ
وأنـتِ التي كُنتِ مأسورةً ... وما لكِ في الشام مَن يُنسَبُ
لكِ اليوم هذا الندى والجلا ... ل مثالاً لأهل النُهى يُضرَبُ
وقبـرٌ يطـوف به اللائذو ... نَ رَمـزاً و ما عنده يُطلَبُ
منـاراً يَشِـعُّ بأفق السماء ... فيُعـلِنُهـا : هـذه زينـب