شذرات من حياة الإمام السجاد عليه السلام...2 ولادته ونشأته

الأربعاء 2 سبتمبر 2020 - 05:11 بتوقيت غرينتش
شذرات من حياة الإمام السجاد عليه السلام...2  ولادته ونشأته

اسلاميات-الكوثر: في الحلقة الاولى من شذرات من حياة الامام علي السجاد عليه السلام تناولنا التعريف بالامام (ع) والقابه، حيث لقب عليه السلام بزين العابدين وسيد العابدين وذو الثفنات والزكي والامين والسجاد، وكل من هذه الالقاب لها دلالاتها في حياة الامام سلام الله عليه.

ولمواصلة التعريف بالامام السجاد عليه السلام، نتناول ولادته، تاريخا ومكانا، وكنيته، وعوامل استشهاده. 
تعددت الأقوال في تاريخ ولادة الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، وأشهرها، والذي تُقام فيه المهرجانات العامة إحياء لذكرى ولادته، هو اليوم الخامس من شعبان سنة "38 هـ" .

مكان الولادة: هناك اختلاف في تحديد مكان ولادة الإمام علي بن الحسين عليه السلام، فقد قال البعض بأنه ولد في الكوفة، واعتبر آخرون المدينة مكانا لولادته.

واختلف المؤرخون في تسمية الامام السجاد (علي بن الحسين) عليهما السلام الذي كان عليلا ملازما للفراش ولا يستطيع الجهاد بين يدي والده الحسين (ع) في معركة الطف بعرصات كربلاء.

وتباينت آراء المؤرخين بين ان الامام السجاد (ع) كونه علي الأصغر أو الأوسط أو الأكبر، فلُقب في بعض المصادر بعلي الأصغر، وفي مصادر أخرى بعلي الأوسط،  وذكره الشيخ المفيد عليا الأكبر.

كُناه:

كُني الإمام علي بن الحسين عليه السلام بأبي الحسين وأبي الحسن، وأبي محمد وأبي عبد الله.

شهادة الامام السجاد:

روي بأن الأمويين قد خافوا من وجود شخصية كالإمام السجادعليه السلام وكان أشدهم خوفا منه طاغية زمانه اللعين (الوليد بن عبد الملك بن مروان الاموي)، فقد روى محمد بن مسلم الزهري أنه قال: "لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا".

وأجمع رأي الوليد بن عبد الملك على اغتيال الإمام حينما جلس على كرسي الحكم، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على المدينة، وأمره أن يدسه للإمام، وهكذا استشهد الإمام مسموماً بأمر الوليد ودُفن في البقيع مع عمه الإمام الحسن عليهم السلام، بقرب مدفن العباس بن عبد المطلب.

تاريخ ومكان شهادته (ع)

هناك آراء عند علماء مدرسة الامامة ومؤرخيهم في تاريخ شهادة الإمام زين العابدين عليه السلام. فنقل الشيخ الكليني: عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: قُبض علي بن الحسين وهو ابن سبع وخمسين سنة، في عام خمس وتسعين. ووافقه الشيخ المفيد في ذلك وأضاف بأنه استشهد بالمدينة. وقال الشيخ الكفعمي بأن شهادته كانت في الخامس والعشرين من المحرم.

وأما الشيخ الطوسي فذكر شهادته في اليوم الخامس والعشرين من المحرم في المدينة المنورة، ولكن اعتبره في سنة 94 للهجرة.

واجاد الشاعر المرحوم الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي في رثاء الامام السجاد عليه السلام:  

    قرحت جفونك من قذى وسهاد         إن لم تفض لمصيبة السجاد

    فأسل فؤادك من جفونك أدمعا         واقدح حشاك من الأسى بزناد

    واندب إماما طاهرا هو سيد           للساجدين وزينة العباد

    سل عنه طيبة هل بها طابت له       بعد الحسين نواظر برقاد

    هل ذاق طعم الزاد طول حياته       إلا ويمزج دمعه بالزاد

    أودى به فجنى وليد أمية              وهو الخبيث على وليد الهادي

    حتى قضى سما وملأ فؤاده           ألم تحز مداه كل فؤاد

   

    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم