يعتبر أبو فراس الحمداني من شعراء أهل البيت عليهم السلام، وإن كان ما قيل فيهم قليلاً إلا أن لأشعاره وقصائده دورا مؤثراً في وسط المسلمين، وأشهرها هي التي أنشدها حول أهل البيت عليهم السلام وفي الرد على ابن سكّرة الهاشمي، والتي تسمى الشافية.
استُشهد (رحمه الله) في الثامن من ربيع الأوّل ۳۵۷هـ، ودُفن بقرية صدد قرب حمص في سورية، وقبره معروف يُزار.
من شعر أبو فراس الحمداني في رثاء الإمام الحسين(ع)
في العالمين لكلّ ما يهواه حرم الحسين الماء وهو يراه
إذ قال: اسقوني. فعوض بالقنا من شرب عذب الماء ما أرواه
فاجتز رأسا طالما من حجره أدنته كفا جده ويداه
يوم بعين الله كان وإنما يملي لظلم الظالمين الله
وكذاك لو أردى عداة نبيه ذو العرش ما عرف النبي عداه
يوم بعين الله كان وانما يملي لظلم الظالمين الله
يوم عليه تغيرت شمس الضحى وبكت دما مما رأته سماه
لا عذر فيه لمهجة لم تنفطر أو ذي بكاء لم تفض عيناه
تباً لقوم تابعوا أهواءهم فيما يسوءهم غدا عقباه
اتراهم لم يسمعوا ما خصه فيه النبي من المقال اباه
اذ قال يوم غدير خم معلنا من كنت مولاه فذا مولاه
هذي وصيته اليه فافهموا يا من يقول بأن ما أوصاه
واقروا من القرآن ما في فضله وتأملوه واعرفوا فحواه
لو لم تنزّل فيه إلا ( هل أتى ( من دون كل منزّل لكفاه
مَن كان أول مَن حوى القرآن من لفظ النبي ونطقه وتلاه
مَن كان صاحب فتح خيبر من رمى بالكف منه بابه ودحاه
مَن عاضد المختار من دون الورى مَن آزر المختار من آخاه
مَن خصه جبريل من رب العلا بتحية من ربه وحباه
أظننتم أن تقتلوا أولاده ويظلكم يوم المعاد لواه
أو تشربوا من حوضه بيمينه كأسا وقد شرب الحسين دماه
أنسيتم يوم الكساء وانه ممن حواه مع النبي كساه
يا رب اني مهتد بهداهم لا اهتدي يوم الهدى بسواه
اهوى الذي يهوى النبي وآله أبدا واشنأ كل مَن يشناه
مذ قال قبلي في قريض قائل ويل لمى شفعاؤه خصماه