لعميد المنبر الحسيني المرحوم الشيخ أحمد الوائلي رصيد ثر دفيق بالمعطيات الضخام وقصائده الباكية المبكية في ذكرى واقعة الطف وذكر المصائب والرزايا التي جرت على آل الرسول في كربلاء.
في قصيدته (حديث الجراح) يرى الشاعر أن التضحية بالدماء هي سبيل الإنتصار وهي فتح جليل وهي التي تُنبت العُشب وهي الطريق اللاحب إلى الحرية:
الجراحـــــــــاتُ والدمُ المطلولُ *** أينعت فالزمـانُ منها خميلُ
ومضتْ تنشئُ الفتوحَ وبعضُ الــــــــــــــدمِّ فيما يعـطيـــه فتحٌ جليلُ
والدمُ الحرُّ مـــــــاردُ ينبئ الأحـــــــــــــــرارَ والثـائرين هذا السبيل
وحديثُ الجـــراحِ مجدٌ وأسمى *** سِيَرُ المجدِ ماروته النصولُ
ثم عذراً إن تــــهتُ يا دم يا جــــــــــــــرح فقد أسكرَ البيانَ الشمولُ
يا أبا الـطفِّ وازدهى بالضحايا *** من أديمِ الطفوفِ روضٌ خضيلُ
والشبــابُ الفينانُ جفّ فغاضتْ *** نبعةٌ حــــــــــــــلوةٌ ووجهٌ جميلُ
وتأمَّـــــــلتُ في وجوهِ الضحايا *** وزواكي الدمـــــــــاءِ منها تسيلُ
ومشتْ في شفاهِـكَ الغرِّ نجوى *** نَمَّ عنهـــــــــــا التسبيـحُ والتهليلُ
لك عتبى يا رب إن كان يرضيـــــــــــــكَ فهذا إلى رضـــــــــــــاكَ قليلُ
استنشق الشيخ الوائلي من هذه الروح الثورية والمنهج الجهادي الخالد الذي اختطّه الإمام الحسين (ع) في نهضته الاصلاحية عبق الإباء واستلهم منها عظمة التضحية فراح يتغنّى بها في كل قصائده (الحسينية) حتى عُدّت السمة البارزة فيها ففي قصيدته (مولد الحسين) يخاطب تلك الروح الكبيرة:
أرى كل من يحيـا يموتُ ويستوي *** على مسرحِ الدنيا مغيبٌ ومطلعُ
وأنتَ حيـاةٌ لا تـموت على المدى *** توالــــــد في خلقٍ وتنشي وتبدعُ
أبا الثورةِ الكبـرى صليلُ سيوفِها *** نشيـــــــــــدٌ بأبعادِ الخلودِ مرجّعُ
أبا الشــــــــــهداءِ الواهبين تحيةً *** إلى هبةٍ مـن غُـرَّةِ الشمسِ أنصعُ
وإنَّ مناراً مــــــــن دماءٍ رفعته *** ليهدي طــــريقَ السالكينَ مُشعشِعُ
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم