واستند تقرير الموقع إلى حقائق وأدلة، وصفها بالدامغة والمثيرة للإحراج، تم تقديمها لمحكمة لندن، التي تنظر القضية، في ظل تورط وكالة بريطانية تدعى "لانسر" في اتهامات الفساد.
وفقا للأدلة، قامت "لانسر" بمساعدة رئيس الإمارات، الذي لا يحكمها فعليا، في بناء محفظته العقارية الخاصة بلندن، التي سرعان ما تطورت إلى سلسلة كبيرة من العقارات الفخمة، وصفتها صحف بريطانية بأنها نموذج لـ"الإسراف والبذخ المتهور".
وأشارت ملفات المحكمة إلى أن حاكم الإمارات الثري لم يكن في الواقع يستخدم هذه المساكن الفخمة أو العقارات الفخمة التي تستخدم عددا كبيرا من الموظفين بدون وجود ضيف.
وتنظر المحكمة اتهام رئيس الإمارات لمدراء الشركة البريطانية بـ"سرقة" الكثير من الأموال عبر "رسوم ورواتب خلفية"، نفت "لانسر" المزاعم بشأنها، وقالت إن الشيخ كان على علم بصرفها كـ"عمولات".
لكن الشركة البريطانية فجرت مفاجأة أخرى عندما شككت في قدرة رئيس الإمارات المريض على إدارة ملف مقاضاتها أو أي من الملفات الأخرى، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من التواصل مع مكتبه منذ فترة طويلة.
وكان "خليفة بن زايد" أصيب بسكتة دماغية في عام 2014، ومن النادر مشاهدته في الأماكن العامة منذ ذلك الحين.
لذلك تساءلت "لانسر" عما إذا كان هو الذي يقاضيها أم "الكيانات" التي تتولى شؤونه، في إشارة إلى تحالف من 24 شركة شبه وهمية مسجلة في جزيرة "فيرجين أيلاند"، بسبب الرغبة في عدم الكشف عن هوية من يقف فعليا وراء الادعاء بالقضية.
وحسب "سارواك"، حصلت محكمة لندن على معلومات من "لانسر" بأن الشيخ "خليفة" لم يعد هو العميل الذي وقع على الخطابات والصفقات، وأنه منذ إصابته بالسكتة الدماغية لم يعد قادراً على اتخاذ قرار بنفسه.
ونظرت المحكمة في وثيقة وقعها "خليفة" بنفسه في يونيو/حزيران 2015 أمام كاتب عدل رسمي في أبوظبي، معلنا باسمه عن قرار تسليم السيطرة على كل ثروته وإدارتها وجميع ممتلكاته إلى لجنة يرأسها "منصور بن زايد".
واعتبر المدعى عليهم في القضية أن وثيقة نقل السلطة على الممتلكات الشخصية لرئيس الإمارات دليل واضح على أن القرارات المتعلقة بممتلكات "خليفة" تأتي في الواقع من اللجنة التي يهيمن عليها "منصور"، الذي يعد بمثابة الذراع الأيمن لولي عهد أبوظبي.
وظلت حالة رئيس الإمارات سرا محروسا بشكل وثيق بين الدائرة الداخلية لعائلة "آل نهيان"، التي اختارت التظاهر بأن يبقى الأخ الأكبر قائدا للبلاد، لكن مقاطع الفيديو والصور التي تم نشرها عن "خليفة" تكشف - بحد أدنى- عن آثار مدمرة لنزيف دماغي كبير يعتقد أن الرجل البالغ من العمر 71 عاماً قد عانى منه.
ويظهر "محمد بن زايد" في إحدى هذه الصور وهو يُقبل شقيقه الأكبر، الذي ظهرت يده بطريقة مثيرة للانتباه، وكان لا يستطيع إغلاق فكه .
وولي عهد أبوظبي هو الحاكم الفعلي للإمارات، وهو الذي يسيطر على جهاز أبوظبي للاستثمار بمساعدة شقيقه الأصغر "منصور"، مالك نادي مانشستر سيتي، ولكل منهما علاقة بفضيحة سرقة الصندوق الماليزي، عن طريق جلب أموال بفضل "ضمانات وهمية" تم تنظيمها من شركة "آبار"، التابعة لـ "بن زايد".
ووافق بنك غولدمان ساكس على دفع غرامة بمليارات الدولارات عقابا على دوره المنحرف في الصفقة، كما تم إدانة رئيس الوزراء الماليزي السابق "نجيب عبد الرزاق" في بعض التهم الموجهة له بالمحاكم الماليزية.
وكان "سارواك" كشف في وقت سابق عن تسجيلات هاتفية بين "محمد بن زايد" وشقيقه الأصغر يوافق فيها الأول على المساعدة في التستر على فضيحة "نجيب عبد الرزاق"، مشيرا إلى أن شركة "آبار" وافقت بطريقة مخادعة بعد الكشف عن المكالمة، على تسديد مدفوعات ضخمة وفوائد لماليزيا، تصل إلى 6 مليارات دولار.