ونشرت أنجلينا سوتين من كلية الطب بجامعة ولاية فلوريدا الأمريكية وزملاؤها هذه النتائج التي توصلوا إليها في مجلة PLOS ONE في 6 أغسطس 2020.
وتعرف سمات الشخصية "الخمسة الكبار" بـ: الانبساط، والقبول، والانفتاح، والضمير، والعصابية. وهي جزء من الإطار النفسي المعروف باسم نموذج العوامل الخمسة أو نموذج OCEAN. وعادة ما تظل هذه السمات مستقرة في الظروف العادية، ولكنها يمكن أن تتغير استجابة لضيق غير عادي.
وافترضت سوتين وزملاؤها أن جائحة فيروس كورونا والجهود المبذولة للسيطرة عليها يمكن أن تكون مدمرة بدرجة كافية لتغيير سمات الشخصية.
ولاختبار هذه الفكرة، قاموا بمسح 2137 بالغا من جميع أنحاء الولايات المتحدة في أوائل فبراير 2020، قبل أن يصل الوباء إلى مستويات حرجة في الولايات المتحدة، ومرة أخرى في منتصف مارس، عندما انتشر تأثيره على نطاق واسع.
وأظهر تحليل استجابات الاستطلاع تغييرات طفيفة في سمات الشخصية الخمس خلال فترة الدراسة.
وفي حين افترض الباحثون أن عصابية الناس ستزداد، إلا أنها انخفضت بشكل طفيف. وقد يرجع ذلك إلى أن المشاركين أي زيادة في القلق والضيق (مكونات العصابية) إلى عوامل خارجية، وليس إلى شخصياتهم.
وبالإضافة إلى ذلك، توقع الباحثون أن يشهدوا زيادة في الضمير بسبب الرسائل التي تعزز الإجراءات لإبطاء انتشار المرض. ومع ذلك، فإن الضمير لم يتغير. وقد يكون هذا بسبب أن الوباء قدم سياقا اجتماعيا جديدا لسؤال محدد حول الذهاب إلى العمل على الرغم من الشعور بالمرض، والذي ربما بدا سابقا وكأنه عمل منبعث من الشعور بالواجب، ولكن يمكن اعتباره الآن عملا غير مسؤول.
وستكون هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتأكيد التغييرات الصغيرة التي شوهدت في هذه الدراسة وتحديد ما إذا كانت طويلة الأمد.
ويمكن أن تكشف الأبحاث الإضافية أيضا ما إذا كان الوباء يسبب تغيرات في الشخصية تستغرق وقتا أطول للظهور.
ويضيف المؤلفون: "لقد عطل وباء فيروس كورونا معظم جوانب حياتنا، من الصحة إلى العلاقات الاجتماعية إلى الأمن الاقتصادي. ومع ذلك، كان لهذا الاضطراب تأثير ضئيل على سمات الشخصية، ما يدل على مرونة الشخصية حتى في مواجهة الأحداث الكارثية، على الأقل في على المدى القصير".