بيعة الغدير... والشعر المعاصر

الأربعاء 5 أغسطس 2020 - 06:08 بتوقيت غرينتش
بيعة الغدير... والشعر المعاصر

مناسبات-الكوثر: لا تنتهي مسيرة الشعراء الذين نهلوا من بيعة الغدير عند الأسماء التي دونها العلامة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي (قدس) في كتابه الخالد (الغدير في الكتاب والسنة والأدب) وذكر أشعارها ومكانتها في عالم الشعر، فقد تابعه في منهجه السيدان (رسول كاظم عبد السادة وكريم جهاد الحساني) فجمعا ما فات الشيخ الأميني من شعر الغدير.

وقد اسميا السيدان (عبد السادة و الحساني) كتابهما (موسوعة شعراء الغدير المستدرك على كتاب الغدير للشيخ الاميني)، وضم أسماء كثيرة من الشعراء تعطر شعرهم بنفائح الغدير، وقد ضم الكتاب سبعة أجزاء ونشرته العتبة العلوية المقدسة عام (2010)، ولا يزال الغدير يروي شفاه الشعراء ولا يزال يتسلسل في شعراء لم يولدوا بعد.

ومن الشعراء المعاصرون الذين نظموا شعرا في تخليد بيعة الغدير المباركة نذكر ثلاث مقطوعات شعرية معاصرة:

السيد مصطفى جمال الدين

ظمئ الشعر أم جفاك الشعور ...........كيف يظمأ من فيه يجري الغدير
كيف تعنو للجدب أغراس فكر............ ...لعلي بها تمت الجذور
نبتت-بين (نهجه) وربيع ............ ...من بنيه غمر العطاء -البذور
وسقاها نبع النبي، وهل بعد ............ ...نمير القرآن يحلو نمير؟
فزهت واحة، ورفت غصون ............ .. ونما برعم، ونمت عطور
وأعدت سلالها، للقطاف ............ .... الغض منا، قرائح وثغور
هكذا يزدهي ربيع علي ............ ...... وتغني على هواه الطيور
شربت حبه قلوب القوافي ............ .فانتشت أحرف، وجنت شطور

-----------------------------------------------------

صادق درباش الخميس

تُبورك اسمك الــزاهي عليّا ... بأمر الله اصبحت الــوصيّا
وقال الله يـــوم الحج مهلا ... فـــأني الآن نصبتُ الوليّا
امير المؤمنين ابـــو ترابٍ ... لــه الايمان والآيات طيا
وقــال المصطفى هذا وزيري ... سناه لأمتي بعـــدي هديا
عليٌّ حبّه سيمـاء عـــدل ٍ ... ومن عـــاداه لا يلقى النبيا
فلم يسجد لدى الاصنـام يوما ... ولم يدنو ولم يــــركع جثيّا
به الاســـلام مدّ الفجر مدّا ... به الـــرحمن أبقى الدين حيّا
وشمس الحق اشرق غدير خمّ ... واضحـى يومها عيــدا ً بهيّا
وصاغ النور اركان البـراري ... فمن نهج الــولاية شاع ضيّا
وليد البيت ميـــزان البرايا ... وليّ الله صــار الهــاشميا
علــيّ اسمه في الارض ثقلٌ ... وفي العلياء قد اضحى الرضيا
--------------------------------------------------------

عبد الهادي امين

لك في موكب الحياة عبير ..... إن أردنا وِرْداً فأنت الغدير
يا ربيعاً تعبُّ منه القوافي ......عطر مسكٍ على الدهور يمور
هو نور لنا على الدرب نسعى.......لِعُلاهُ وفي هداهُ نسير
وبدا في العيون منه وميضُ.......يتلالا وإنْ أبى الديجور
قد حبَتْهُ دماؤنا نُضرة الغض......واحنَتْ على ثراهُ الدهور
فزهت تفرش الربيع قطافٌ......قد غذتها رؤوسنا والنحور
هكذا تزدهي الحياة لنهجٍ......منه تحلو ورودنا والنمير
يوم أوحى الإله للطهر طه....فيهِ (بلّغْ) وان أباه الكفور
وإذا بالرسول يوقفُ زحفاً....هدّه السير واللظى والهجير
أي خطبٍ حدا به يترائى........أنه للسراة أمر خطير
وتعالى صوت الهدى يطرب الرّ...كب ويندى بجانبيه العبير
لينادي من كنت مولاه فيكم.......فعلي مولاه نعم الأمير
رب والِ وليَّهُ وانصر الحق.....لتقوى على هداه الجذور
هكذا يستطيل مجد عليٍ......وتشدو على رباه الطيور
وتمدّ الاكفّ للبيعة اصحا.....بٌ وان أخلفت بهنّ أمور
سيدي يا أبا الحسين سلاماً....من محبٍّ ما غرّه التغرير
كنت من احمدٍ أخاً ووزيراً....ومن الدين أنت نعم النصير
قد عشقنا طريقك اللاحب الـ....فذّ وان انكرَت هداه كثير
واتخذنا من الغدير مناراً........لولاء به السبيل منير