ولا يسع الباحث في هذا الموضوع إلا الإشادة بالجهد العظيم الذي بذله العلامة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي (قدس) في كتابه الخالد (الغدير في الكتاب والسنة والأدب) في الاهتمام بالشعر والاعتماد عليه وجعله ركناً أساساً في موسوعته الخالدة بعد القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بوصفه وثيقة تاريخية كبرى.
لقد استعرض العلامة الاميني (قدس) شعراء الغدير منذ القرن الأول معتمداً التحليل النقدي في دراسة الشعر موضحاً دلالته على الحديث أو الحادثة أو ما يشير اليها، وقد أحصى أكثر من مئة شاعر من شعراء العربية على مدى ثلاثة عشر قرناً.
فلو تناول المؤلف المصادر الأدبية فقط وهي الأشعار التي قيلت في الغدير لكفى دليلاً وبرهاناً لإقناع من أراد أن يهتدي الى طريق الحق فكيف وقد عضد كتابه بالنصوص القرآنية والأحاديث الشريفة والمصادر التاريخية والأدلة العقلية والنقلية لإثبات حديث الغدير.
لقد انطلق المؤلف من أساس علمي ومسلمات شرعية يقينية في النص الإلهي لعلي بن أبي طالب، فبيعة الغدير أمر تشريعي من الله تعالى للرسول (ص) ليوقف أمته على وليها بعده.
أن الجهود الجبارة التي بذلها المؤلف تدل على علميته الواسعة ومداركه العلمية والأدبية الفذة، فالمادة التاريخية التي جمعها المؤلف - رحمه الله- في أسفاره كانت ضخمة ومتنوعة وقد بذل قصارى جهده في الحصول عليها حتى اخرج كتابه كنزاً من كنوز المكتبة الإسلامية والعربية، ولعل لدراسته في النجف الأشرف العلوم الفقهية وما ارتبط بها من دراسة علمية وبحثية قد زادت من تضلعه في آداب اللغة والشعر وعلومهما وصقل شخصيته الفكرية والأدبية والعلمية.