ويعاني جميع الأطفال تقريبا من أعراض خفيفة أو معدومة، ولكن نسبة صغيرة منهم يمرضون كثيرا. وهناك أدلة على أن الأطفال يمكن أن ينشروا الفيروس إلى الآخرين، ما يثير مخاوف جدية في الولايات المتحدة، بشأن إعادة فتح المدارس وكيف يجب أن يتنقل الأطفال في العالم الوبائي.
وعند النظر في دور الأطفال في هذا الوباء، فإن أول سؤال ينبغي طرحه هو ما إذا كان يمكن أن يصابوا، وإذا كان الأمر كذلك، فكم مرة.
ومن بين 149082 حالة أبلغ عنها لـ "كوفيد-19" في الولايات المتحدة حتى أواخر أبريل، بلغ عدد الأطفال المصابين 2572 فقط، 1.7%، على الرغم من أن الأطفال يشكلون 22% من سكان الولايات المتحدة.
ولكن الأبحاث الحالية تظهر أن الأطفال من الناحية الفسيولوجية معرضون للإصابة بفيروس كورونا، مثل البالغين.
وقد يرجع هذا التناقض بين تعداد الحالات والحساسية البيولوجية، إلى حقيقة أن الأطفال بشكل عام لديهم أعراض بسيطة إلى خفيفة عند الإصابة بفيروس كورونا، وبالتالي هم أقل عرضة للاختبار. ويمكن القول أيضا إن الأطفال، بشكل عام، كانوا أقل تعرضا للفيروس مقارنة بالبالغين، حيث أنهم لا يعملون وربما يخرجون إلى متاجر أقل، مع عدم خروجهم إلى الصالات الرياضية بسبب الإغلاق العام.
وعلى الرغم من أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالمرض الحاد، إلا أنهم بالتأكيد ليسوا محصنين. وتشير البيانات إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد والذين يعانون من حالات كامنة، هم الأكثر عرضة لدخول المستشفى.
وعادة ما يعاني هؤلاء الأطفال من ضيق التنفس المرتبط بشكل شائع بـ "كوفيد-19"، وغالبا ما يحتاجون إلى دعم الأكسجين والرعاية المركزة. وحتى 11 يوليو، توفي 36 طفلا بعمر 14 عاما أو أقل، بسبب الفيروس.
وبالإضافة إلى حالات "كوفيد-19" النموذجية، كانت هناك مؤخرا بعض التقارير المخيفة عن أن أجهزة المناعة لدى الأطفال، تتعطل بعد تعرضهم لـ SARS-CoV-2.
وكشفت تقارير سابقة عن حالات مرض كاواساكي، الذي يصيب عادة الأطفال الصغار وفي سن ما قبل المدرسة، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة لفترة طويلة والطفح الجلدي واحمرار العين وتورم الفم وتورم الشرايين في القلب.
وتعيش الغالبية العظمى من الأطفال الذين يصابون بمرض كاواساكي عند تلقي العلاجات التي تزيل التورم، ولكن للأسف، مات عدد قليل من الأطفال بسببه، بعد أن أدى التعرض لفيروس كورونا إلى المرض. ولا يعرف الأطباء أسباب مرض كاواساكي بشكل طبيعي، أو لماذا يمكن أن تؤدي الإصابة بعدوى الفيروس إلى الإصابة به.
وفي الأشهر القليلة الماضية، انتشرت تقارير عن بعض الأطفال، بعد أن أصيبوا بفيروس كورونا، بأنهم يعانون من الحمى والطفح الجلدي مع انخفاض ضغط الدم الذي يهدد الحياة وفشل القلب الحاد المفاجئ.
ونظرا لأن الأطفال يعانون من أعراض أكثر اعتدالا، يعتقد بعض الخبراء أن الأطفال ليسوا على الأرجح الناشرين الأكبر لـ"كوفيد-19". وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأبحاث الحديثة أن معظم الأطفال الذين يصابون بالفيروس، يتلقون العدوى من آبائهم، وليس من الأطفال الآخرين.
وقد يعاني الأطفال الصغار من سعال أضعف، وبالتالي يطلقون جزيئات فيروسات معدية أقل في بيئتهم. ووجدت دراسة حديثة من كوريا الجنوبية أنه بينما يبدو أن الأطفال الصغار أقل قدرة على نشر المرض مقارنة بالبالغين، فإن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما، ينشرون الفيروس على الأقل كما يفعل الكبار.
وقد يكون نقص الأدلة على أن الأطفال مصادر رئيسية لانتقال العدوى، بسبب قطع مسار العدوى نتيجة إغلاق المدارس في جميع أنحاء البلاد في الربيع. وبينما يستأنف الأطفال المزيد من أنشطتهم اليومية العادية - مثل المدرسة والرياضة والرعاية النهارية - قد نجد الإجابة على مدى سهولة نشر الأطفال لهذا الفيروس الخطير.
وتظهر الأدلة بوضوح أن جميع الأشخاص، بغض النظر عن العمر، يمكن أن يصابوا بفيروس كورونا. وبينما تظهر الأبحاث أن الأطفال أكثر مقاومة للحالات الحادة من "كوفيد-19"، فإنهم ما زالوا في خطر ويمكن أن ينشروا الفيروس حتى لو لم يكونوا هم أنفسهم مرضى.
وشارك في البحث التفصيلي: كاثرين موفيت برادفورد، أستاذة طب الأطفال ورئيسة قسم الأمراض المعدية للأطفال في جامعة وست فرجينيا؛ ومارتن وايسي، أستاذ طب الأطفال في جامعة وست فرجينيا، وشيبرا غوبتا، الأستاذة المساعدة في قسم الأمراض المعدية للأطفال.