الكثير من التساؤلات أُثيرت في السعودية بعد الإعلان رسمياً، عن إدخال الملك سلمان، إلى مستشفى "الملك فيصل التخصصي" بالرياض.
فرُغم الإعلان عن أن أسباب دخول الملك سلمان للمستشفى، هو لإجراء فحوصات طبية، بعد اكتشاف التهاب في المرارة، إلا أن مصادر سعودية مطلعة، أعلنت أن عملية نقل الملك إلى المشفى، جرت في منتصف الليل وبأجواء مرتبكة، مشيرة إلى وجود شيء خفي، وأن الأمر أكبر من أن يقتصر على فحوصات بسيطة.
مراقبون اعتبروا إعلان الديوان الملكي السعودي عن مرض الملك سلمان، ما هو إلا مسرحية جديدة من ولي العهد محمد بن سلمان، لتسريع عملية تنصيبه ملكا على السعودية، قبل انتخابات الرئاسة في أمريكا، والتي في الغالب ستطيح بترامب حامي الأمير الشاب بالمنطقة، مشيرين إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، لو أتت بجو بايدن، سيكون من شبه المستحيل وصول بن سلمان للعرش، معتبرين في نفس الوقت أن وصول بن سلمان للعرش سيكون كارثيا على السعودية وبداية نهايتها.
إذن الملك سلمان في المشفى تاركاً وراءه إرثاً ثقيلاً، قد لايُشاركه فيه أي ملكٍ سعودي آخر عبر تاريخ المملكة.
فقد تولى الملك سلمان السلطة عام ألفين وخمسة عشر، وقام بإجراء تعديلات على النظام الاساسي، لضمان وصول نجله محمد بن سلمان الى سُدة السلطة، فيما شهد عهده محطات كثيرة مثيرة للجدل، اُضيفت الى سجل المملكة الدامي، كالعدوان على اليمن، ومقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل سفارة بلده بمدينة اسطنبول التركية، وإعدام وإعتقال العديد من المعارضين، وإنتهاج سبيل التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل.
كما أصدر الملك سلمان فور إستلامه للسلطة، عددا من الأوامر الملكية، تضمنت إعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز، من ولاية العهد بناء على طلبه – طبعا على حد زعم الملك-، وتعيين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وليا للعهد، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وليا لولي العهد.. لكن وبعد عامين فقط اصدر امرا ملكيا، بإعفاء الأمير محمد بن نايف، من منصبه كولي للعهد وجميع مناصبه الأخرى، الأمرالذي إعتبره الكثير من المراقبين "انقلابا أبيض"، لاختيار محمد بن سلمان وليا للعهد، رُغم وجود مَن هو أكبر منه سناً، في العائلة الحاكمة.
هذه التعيينات وغيرها، أثارت الكثير من السخط والغضب، داخل الأسرة الحاكمة.. لكن ذلك لم يمنع بن سلمان في فترات لاحقة، من شن حملات اعتقالات بحق أولاد عمومته، وأقرانه من الأمراء والمسؤولين في المملكة، سواء في إطار ما سماها بالحملة ضد الفساد، التي طالت عشرات الأمراء، الذين اعتقلهم في فندق "ريتزر كارلتون" أو في إطار التصفية السياسية، التي إعتَقَلَ خلالها أيضاً الكثير من الأمراء، والمفكرين والمثقفين والمعارضين السياسيين لحكمه.. وكل ذلك في الواقع تحقق بالطبع بفضل الدعم الكامل والمفتوح، الذي حصل عليه بن سلمان من الولايات المتحدة، ومن رئيسها المثير للجدل دونالد ترامب بشكل خاص.