الامام الرضا .. وحديث سلسلة الذهب

الأربعاء 22 يوليو 2020 - 06:12 بتوقيت غرينتش
الامام الرضا .. وحديث سلسلة الذهب

اسلاميات - الكوثر: الحديث المعروف بحديث سلسلة الذهب هو حديث قدسي شريف رواه الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه الطاهرين عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه و آله عن جبرائيل عليه السلام عن الله عَزَّ و جَلَّ، فسلسلة رواته كلهم معصومون و لذلك سُمي الحديث بحديث سلسلة الذهب.

نص الحدیث

في محرّم سنة ستّ وتسعين وخمسمائة لمّا دخل علي بن موسى الرضا نيسابور في سفرته الأخيرة، كان في قبّة مستورة على بغلة شهباء، فأحاطوا بقافلته الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية، والمثابران على السنّة المحمدية، ومعهم خلق لا يحصون من طلبة العلم والحديث والدراية، فقالا :أيّها السيّد الجليل، إروي لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّد (ص) نذكرك فيه. فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن القبّة، فصاح العلماء والفقهاء : معاشر الناس، اسمعوا، وأنصتوا لسماع ما ينفعكم، ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم . فذكر لهم حديث سلسلة الذهب وهو ما رواه عن أبيه عن آبائه عن النبي(ص).

و جاء في کتاب «التوحید» لشیخ صدوق:

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي، قال: حدثنا محمد بن الحسين الصوفي، قال: حدثنا يوسف ابن عقيل،عن إسحاق بن راهويه، قال: لما وافى أبو الحسن الرضا بنيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا ابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟ وكان قد قعد في العمارية، فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين ابن علي بن أبي طالب يقول: سمعت أبي علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله جل جلاله يقول: لا إله إلا الله حصني فمن دخل أمن من عذابي. قال: فلما مرت الراحلة نادانا. بشروطها وأنا من شروطها.

شرح الحديث

کلمة «لا اله الّا اللّه» هو المحور الرئيس والأساس لهذا الدین ومن هذه الکلمة بالذات یتفرّع کلّ ما في هذا الدین من الاصول والفروع من دون استثناء.وهذه الکلمة تتألّف من بعدین:البعد السلبي، والبعد الایجابي، ویتقدم البعد السلبي علی البعد الإيجابي.

البعد السلبي لهذه الکلمة هو «لا إله» و هو ینفي کل سلطان وسیادة في حیاة الإنسان من دون اللّه تعالی. والبعد الإيجابي هو تقریر الوهیة اللّه تعالی في الکون وسلطان اللّه تعالی وولایة علی الإنسان بشکل مطلق.و اللّه تعالی هو الإله الحاکم والمهیمن علی حیاة الانسان وعلاقاته و تحرکه وسلوکه.

و الکلمة الثانیة الواردة في الحدیث وهی حصني والمعروف أن «الحصن» یحفظ الانسان من العدوّ الذي یهدد سلالة الانسان. الهوی والطاغوت و الشیطان ثلالثة من اکبر وأخطر أعداء الانسان وهم من اوسع ابواب جهنّم في حیاة الانسان والهوی من داخل النفس والطاغوت من خارج النفس. فإذا تحصّن الإنسان بـ«لا اللّه الّا اللّه» لم یکن للهوی والطاغوت و الشیطان إلی نفسه سبيل، وذلك لأنّ کلمة التوحيد تحصر الولایة والحکم باللّه تعالی في حیاة الانسان والحصر نفي وإثبات، نفي لسلطان الهوی والطاغوت علی الإنسان وإثبات السلطان والولایة للّه تعالی علی الإنسان.