في 12 تموز 2006، حوالى الساعة التاسعة صباحاً، تحرّكت قوّة عسكرية صهيونية، من ثمانية جنود موزعين على «هامرين»، على الطريق الداخلي الرابط بين مستعمرتي «زرعيت» و«شتولا»، وتحديداً عند الترقيم الحدودي «105».
مجموعةٌ من مجاهدي المقاومة الإسلامية كانت بانتظارها، في المقلب الآخر، في «خلّة وردة»، الواقعة في خراج بلدة عيتا الشعب، على الحدود مع فلسطين المحتلة، والهدف أسر جنودٍ إسرائيلين.
أوعزت «قيادة العملية» إلى المجاهدين بتنفيذ الخطّة، بعد أن رصدت الدورية قادمة من جهة مستعمرة «زرعيت» إلى نقطة المكمن.
وحدة خاصّة من المقاومة الإسلامية، استهدفت «الهامر» الثاني بقذائف مباشرة، أسفر عن مقتل 4 جنود، بالتوازي مع استهداف مجموعة أخرى «الهامر» الأوّل بثلاث قذائف «7B»، بهدف إيقافه نظراً لتصفيحه. هنا، انطلقت «مجموعة الانقضاض» باتجاه «الهامر» الأوّل.
عبرت الشريط الحدودي، وسط تأمينٍ ناريّ كثيف، بعد أن أحدثت ثغرةً به إثر تفجير أحد المجاهدين السياج التقني بعبوةٍ خاصة.
انتظر المجاهدون أسابيع عدّة ــ على فتراتٍ متقطعة ــ في «الخلّة»، موزّعين على نقاطٍ حدّدتها «قيادة العملية» بشكلٍ مسبق. أُسند إلى الشهيد القائد خالد بزي «الحاج قاسم» مسؤولية القيادة الميدانية للعملية.
أما الشهيد القائد إبراهيم محمود الحاج «أبو محمد سلمان»، فقد تولّى مسؤولية تأمين مسرح العملية، بمنع أي قوّة مساندة للعدو من التقدّم إلى هناك، وضربها وتعطيلها، حيث كان متواجداً في محيط موقع راميا، والمشرف على «الخلّة».
مراراً، استطلع «الحاج قاسم» مسرح العملية بنفسه، على مدى أشهرٍ قبل تنفيذها. استطلاعٌ، فرسمُ خطّةٍ، وتدريبٌ فمناورات، وبإشرافٍ مباشر من قِبلِ القائد الجهادي الكبير الشهيد عماد مغنية «الحاج رضوان».
مناوراتٌ عديدة أجراها الفريق المعني عن عملية الأسر، في بيئةٍ شبيهةٍ ــ إلى حدٍّ بعيد ــ بمكان تنفيذها، وحضورٍ شخصي لـ«الحاج رضوان»، حيث قدّم توجيهاتٍ دقيقة، وملاحظاتٍ عملياتيّة.
وصل المجاهدون إلى «الهامر» الأوّل، هرب اثنان، قتل أحدهم فيما فرّ الثاني باتجاه حرجٍ قريب.
بقي في «الهامر» الجنديين غولدفاسر وريغيف. أُسِرا. وغنم المجاهدون أربعة بنادق حربيّة.
توّلى فريقٌ نقل الجنديين إلى «المنطقة الآمنة»، بعد أن فجرّ مجاهدٌ «الهامر» بعبوةٍ خاصّة حملها معه، لمسح أي دليلٍ يساعد العدو في كشف ما حصل، أو معرفة مصير الجنديين. كل ذلك كان وفق الخطّة المرسومة بدقّةٍ وعناية.
سماحة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، سمّى العملية بـ«الوعد الصادق»، مؤكّداً أن «الأسيرين لن يعودا إلا بالتفاوض غير المباشر أو التبادل...».