نحو ستة اشهر مرت على الجريمة البشعة التي ارتكبتها الولايات المتحدة في المنطقة من خلال عملية اغتيال قائد فيلق القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد ابو مهدي المهندس ورفاقهما.. والأمم المتحدة تؤكد وعلى لسان المقررة الاممية المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء "اغنيس كالامار" أن عملية اغتيال سليماني هي عبارة عن استهداف مسؤول حكومي كبير في دولة ذات سيادة تمثل انتهاكا للقانون الدولي.
كالامار اعتبرت خلال جلسة تقديم ومناقشة تقريرها حول جريمة اغتيال الشهيد قاسم سليماني امام مجلس حقوق الانسان أن خطوة واشنطن بإغتيال الفريق سليماني بالطائرات المسيرة تطورا خطيرا، ويجب أن يتم وضع حد لمثل هذه الإغتيالات البشعة، داعية لإتخاذ تدابير صارمة للحد من إنتشار الطائرات المسيرة، مؤكدة أن اغلب الإغتيالات بالطائرات المسيرة، نفذتها الولايات المتحدة.
كالامار بدورها لفتت الأنظار إلى ان العديد من الدول تستخدم الطائرات المسيرة في حروبها، بلا قوانين تحكم الاستخدام، ولا توجد معايير تَحكم انتشارها، كما ان مجلس الأمن، لا يحرك ساكناً بشأن ضربات الطائرات المسيرة في سوريا، من قبل أمريكا وحلفائها الذين يعتدون على سوريا دون اذن من الامم المتحدة، محذرة من ان انتشار الطائرات المسيرة هو أمر خطير بالنسبة للأمن الدولي، وسنصبح ضحاياها جميعاً اذا لم يتم ضبطها.
إذن تقرير كالامار يُمثِّلُ شهادة دولية جديدة، على مظلومية الشهيدين البطلين الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، وهي شهادة برسم الضمير العالمي الذي كان شاهد زور على الجريمة البشعة التي ارتكبتها الولايات المتحدة قرب مطار بغداد الدولي.
فالشهيد قاسم سليماني وبشهادة القاصي والداني كان أكثر الشخصيات المؤثرة في منع اتساع الارهاب والتطرف والعنف، خاصة زمرة "داعش" الإرهابية الصنيعة الأمريكية بإمتياز في المنطقة والعالم.. ومن هنا فإن من الطبيعي أن يكون للنظام الأمريكي الذي اعترف رئيسه الحالي بأنه لعب الدور الرئيس في ظهور وانتشار الجماعات الوحشية والارهابية في غرب آسيا، أن يُظهر احقاده من خلال اغتيال هذا الرجل العظيم الذي أحبط المخطط الداعشي في المنطقة والعالم.
لكن يكفي الشهيد سليماني فخرا بأن يكون اعداءه من أشقى الناس وأكثرهم حمقا وحقدا، على وجه الأرض وأكثر الأنظمة انتهاكا للقوانين، فلقد انتهكت أمريكا القواعد الأممية وأسس القوانين الدولية وتجاهلت جميع المبادئ الانسانية والاخلاقية، بإغتيالها للشهيد سليماني ورفاقه، بشهادة العديد من الجهات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة.
فاغتيال أمريكا للشهيد سليماني هو نموذج للارهاب الرسمي، ويُعد أيضا نموذجا لقائمة طويلة من العداء والاحقاد التي تُكنُّها اميركا للشعب الايراني والمسلمين عموماً.. لكن وهنا تحضرنا كلمة مندوب ايران في المكتب الاوروبي للامم المتحدة الذي قال.. أن الشهيد قاسم سليماني تحول اليوم إلى اسطورة في المنطقة والعالم كما وتحوَّل إلى كابوس يقض مضاجع قتلته وتلاحقهم مبادئه التي أرساها لمكافحة الإرهاب والمعتدين، ليل نهار.