وقالت وكالة الأنباء العُمانية الرسمية في بيان لها على صفحتها بتويتر ما نصه:”السلطان هيثم بن طارق المعظم يبعث برقية تهنئة إلى أخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بمناسبة ذكرى تولي سموه مقاليد الحكم.”
ويبدو أن التقارب القطري ـ العُماني الملحوظ بشكل كبير مؤخرا يؤرق الرياض وأبوظبي بشدة، اللتان قادتا حصارا جائرا ضد قطر في يونيو 2017 بزعم دعم الدوحة للإرهاب وهو ما نفته قطر مرارا وتكرارا وأكدت أن هدف الحصار خبيث وهو السيطرة على قراراها السيادي مؤكدة أن ذلك أمر مرفوض تماما وأنها منفتحة على الحوار الغير مشروط لحل الأزمة.
وما يثبت قلق ابن زايد وابن سلمان من هذا التقارب هو هجوم كتائب الذباب السعودي والإماراتي، على السلطان هيثم والسلطنة عقب تداول خبر تهنئة سلطان عمان لأمير قطر بذكرى توليه الحكم والذي تعده الرياض وأبوظبي في الأساس انقلابا ناعما، حسب مزاعمهم.
يشار إلى أن ملف المصالحة كان من أوائل الملفات التي ركز عليها السلطان هيثم عند توليه مقاليد الحكم، عقب وفاة السلطان قابوس بن سعيد والذي رفض في حياته دعم الحصار الجائر ضد قطر ما تسبب في توتر العلاقات بين مسقط والرياض، وتم توجيه الإعلام السعودي لشيطنة السلطنة عبر فبركات ومزاعم لا أساس لها من الصحة.
وتحرك سلطان عمان “هيثم بن طارق” بنشاط لوضع أي مصدر ضوء على طريق العلاقات بين دول مجلس التعاون ، الذي يعاني من ظلمة دامسة بسبب الأزمة الناشبة منذ 2017 عندما قعطت دول عربية مطلة على الخليج الفارسي علاقاتها مع قطر، بذريعة دعم الإرهاب، وهو ما نفته الدوحة.
ففي مايو الماضي، التقى وزير الخارجية العماني “يوسف بن علوي” مع رئيس الوزراء الكويتي، الشيخ “صباح الخالد”، وتلقى السلطان “هيثم” اتصالا من وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، ركزا على مسالة الأزمة .
وخلال المقابلة العمانية الكويتية، التي حدثت في 15 مايو الماضي تحديدا، نقل وزير الخارجية العماني لرئيس وزراء الكويت دعم السلطان “هيثم” الكامل لجهود الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ “صباح الأحمد الجابر الصباح” في ذلك الملف.
وأطلع “بن علوي”، رئيس الوزراء الكويتي على آراء السلطان “هيثم” حول أهمية إعادة تنشيط دور الوساطة الذي يلعبه الأمير “صباح” في ذلك الملف، على الرغم من انشغال جميع الأطراف بمحاربة فيروس “كورونا” المستجد.
وطلب سلطان عمان، في رسالته لأمير الكويت، التي سلمها “بن علوي”، ترتيب لقاء بينهما، وآخر على مستوى وزراء خارجية دول مجلس التعاون ، في عمان أو الكويت لمناقشة الأزمة .
وأكد الشيخ “صباح الخالد” أن الأمير “صباح” سيدرس الاقتراح وسيناقشه مع العديد قادة دول مجلس التعاون، وخاصة الملك السعودي، “سلمان بن عبد العزيز”.
وفي نفس الإطار، تلقى سلطان عمان، في 14 مايو الماضي، اتصالا من وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، وخلال المكالمة أكد السلطان لـ”بومبيو” أن أولويات سياسته في هذه المرحلة تتمثل في “حل النزاعات أولاً”.
وسبق أن عرقلت الإمارات عملية المصالحة أكثر من مرة، في محاولات حثيثة من أبوظبي لتغيير نظام الحكم في قطر وهو ما رفضته الكويت وسلطنة عمان شكلا وموضوعا من أول لحظة.