اليمن يواجه كارثة صحية كبيرة وأن نظام الرعاية الصحية في البلاد على شفى الانهيار.. بهذه الكلمات وصفت الأمم المتحدة ما يعانيه الشعب اليمني المظلوم من وضع مأساوي نتيجة العدوان الوحشي الذي يشنه ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة السعودية والحصار الخانق الذي تفرضه دول العدوان على المنافذ البرية والبحرية لليمن.
الأمم المتحدة التي حذرت من فجوات في تمويل المنظمة هددت بتعليق برامج إغاثة حرجة في اليمن مشيرة إلى أنها ستضطر إلى تعليق أكثر من ثلاثين من أصل واحد وأربعين برنامجا إغاثيا تديرها في اليمن في غضون الأسابيع القليلة القادمة، ما لم يتم تأمين تمويل إضافي لها.
في الجانب اليمني حيث يواصل العدوان جرائمه بحق المدنيين والأبرياء العزل من قصف وقتل وتشريد وإنتهاكات سافرة لحقوق الإنسان.. وقف المجتمع الدولي متفرج لا يحرك ساكناً ما دفع بالمسؤولين اليمنيين إلى التأكيد على أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم يتحملا مسؤوليتهما إزاء الحرب المستمرة على البلاد معتبرين إن دعاة الإنسانية لا يلتفتون إلى ما يعانيه اليمن ويكتفون بالبيانات الجوفاء، كما اعتبروا أن الأمم المتحدة تخوض حرباً احترافية لا إنسانية متمثلة في بيانات وتصريحات إعلامية وترصد الوضع الداخلي للشعب اليمني بعمق وفي كل الاتجاهات، وتُصرّح عن انهيار النظام الصحي باليمن وتكتفي بالتحذيرات الإعلامية بدلاً من إيقاف الحصار والعدوان.
الدول المانحة التي كان من المقرر أن تنقذ اليمن من محنته بحسب التطبيل والتزمير الإعلامي الذي أثير بالتزامن مع عقد مؤتمرها قبل نحو أسبوعين سرعان ما اكتشف تفاصيل مسرحيتها الدعائية.. فالمؤتمر ولد ميتاً لأن من يدير الأموال التي يجلبها المؤتمر هي منظمات الأمم المتحدة التي تستولي على هذه الأموال وتذهب بثلثيها في النفقات التشغيلية لها ولعامليها دون أن يصل إلى الشعب اليمني شيء.
بل وحتى أن الأموال التي أعلنت هذه الدول تقديمها لليمن لم تكن بالمقدار المطلوب لإنقاذ أقل ما يمكن إنقاذه من أوضاع اليمن.. وحتى هذا القليل لم تدفعه هذه الدول أيضاً واقتصرت على دفع بعض الفتات ما دفع بحلفائهم بالأمم المتحدة على إطلاق نداء استغاثة لتقديم الدعم لمنظمات الإغاثة العاملة في اليمن على الأقل حتى لا تتوقف عن العمل.
في الأثناء فإن الحديث عن السلام في اليمن وإنهاء العدوان عليه جارياً في أوساط المنطقة حيث أكدت سلطنة عمان استمرار دعمها للجهود الأممية التي تهدف إلى إحلال هذا السلام في المقابل أكدت حركة أنصار الله الاستعداد لمناقشة كل القضايا على الطاولة وأمام الإعلام للوصول إلى حل شامل يوقف العدوان على اليمن معتبرة أنه لا يوجد لديها أي قيود، أو أجندة تخاف أن تظهر أمام الإعلام، وهي حاضرة لأن تتحاور مع السعودية على الهواء مباشرة ومع دول العدوان وتتحدث عن قضايا اليمن وما يعانيه الشعب اليمني جرّاء هذا العدوان.
يأتي هذا في وقت أكدت الجمهورية الإسلامية في إيران مراراً وتكراراً فشل الحلول العسكرية في اليمن وأن العدوان يجب أن يتوقف فوراً وأن يجلس الجميع إلى طاولة الحوار للخروج من الأزمة الراهنة.