تصر الولايات المتحدة على ابقاء قواتها في العراق بفعل عوامل متعددة منها سرقة النفط العراقي باشكال مختلفة، اضافة الى ايجاد قواعد تجسس وضغط على ايران، وثالثا دعما لربيبتها اسرائيل التي باتت تجهر بالخوف من تعاظم محور المقاومة والعراق عصب مهم فيه. لمجموعة هذه العوامل يمكن فهم خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب المأزوم في غير ملف وملف امس امام خريجي الأكاديمية العسكرية في وست بوينت حيث قال: مهمتهم ستكون الدفاع عن "المصالح الحيوية لأمريكا" وليس خوض قتال "في حروب لا تنتهي" في أراض بعيدة. اذن فترامب يعلن بطريقة غير مباشرة ان لا انسحاب من العراق.
وبخصوص سحب 9500 جندي اميركي من المانيا فهو في الحقيقة اعادة انتشار وابتزاز لالمانيا لان هذه القوات ستنتشر في بولندا. ومواقع اخرى ولا عودة الى الديار.
وقد يكون من المبكر تقييم مخرجات الحوار الامريكي العراقي بعد الجولة الاولى التي عقدت عبر دائره تلفزيونية مغلقة. لكن المؤشرات لا تبشر بخير إن لضعف الفريق المفاوض او الاملاءات الاميركية.
قراءة في البيان المشترك الذي صدر عن العراق والولايات المتحدة بعد الحوار يكشف لنا الاطار العام والمسار الذي سيسلكه الحوا ر خلال الاسابيع وربما الاشهر المقبلة. ويكفي الالتفات الى الفقرة الاولى من البيان الذي استند الى اتفاقية الاطار الاستراتيجي والتي لم يعمل بها الاميركيون عام 2014 عندما تعرض العراق لهجوم عصابات داعش. ولولا فتوى الجهاد الكفائي التي اصدرتها المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف لكانت داعش قد اسقطت بغداد واستاحت الحرمات واعمدت السيف في رقاب اتباع اهل البيت مثلما فعل سلفهم من الوهابيين عندما هاجموا كربلاء عام 1216هـ . لان القوات المسلحة لم تكن مؤهلة للدفاع اضافة الى الحرب النفسية التي مورست ضدها والخيانات في صفوف الامراء.
هنا جاء المدد الايراني ففتحت مخازن السلاح الايراني وبات هناك جسر جوي وآخر بري. والفضل يسجل لهمة الشهيد الفريق قاسم سليماني. ورجال حزب الله من لبنان.
لقد اخرج العراق القوات الاميركية عام الفين واحد عشر من الباب باتفاقية سوفا. لكنها عادت من الشباك بحجة محاربة داعش ....
وفي افضل الاحوال حتى وإن تضمنت مخرجات الحوار بنودا تخدم مصلحة العراق الا ان الادارات الامريكية الديمقراطية منها او الجمهورية تنكث وتمزق الاتفاقيات بكل سهولة وخير دليل على ذلك الاتفاق النووي مع ايران.