سياتل تستنشق الحرية.. وترامب يتوعد (12-06-2020)

السبت 13 يونيو 2020 - 08:39 بتوقيت غرينتش

قضية ساخنة - الكوثر: ناقش برنامج قضية ساخنة الذي يبث عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية تواصل الاحتجاجات ضد العنصرية في الولايات المتحدة وخطوة ترامب الجديدة للتصدي لها.

على اعتاب الأسبوع الرابع على التوالي.. يزداد زخم الاحتجاجات في الولايات المتحدة على قتل الشرطة، رجل أمريكي من أصول أفريقية هو "جورج فلويد" فيما لازالت السلطات تفرِضُ حظر التجول في عدة مدن وولايات أمريكية.

سياتل.. إحدى مدن ولاية واشنطن، شهدت مؤخراً تطورا مغايراً.. حيث قام المحتجون بالسيطرة على جزء من المدينة، وأطلقوا عليه اسم "المنطقة ذاتية الإدارة".

التطور الذي شهدته سياتل لم يرُق لنُزلاء البيت الأبيض.. فغرد سيدهم ترامب ووصف المحتجين بالإرهابيين الذين يسيطرون على المدينة بدعم من الديمقراطيين واليساريين والمتطرفين، منتقداً عُمدة المدينة، لأنها لم تكن حاسمةً ضد أعمال الشغب.

رد عُمدة المدينة "جيني دوركان" لم يتأخر كثيراً فرفضت كلام ترامب ونصحته أن يترك الجميع في أمان وأن يرجع إلى مخبئه في القبو، في إشارة إلى قبو البيت الأبيض الذي إختبأ فيه ترامب، بعد أن وصلت الإحتجاجات إلى مقرُبةٍ من البيت البيضاوي.

بينما تتصاعد حدة الإحتجاجات في مختلف المدن والولايات المتحدة.. تصاعدت أيضاً لغة التهديد والوعيد التي عكف الرئيس ترامب على ممارستها في الآونة الأخيرة.... .

لغةُ ترامب التحريضية دفعت المراقبين إلى القول -بتهكُم- أنَّ هذه اللغة وخاصة التهديد بتحريك الجيش لوقف الاحتجاجات، يُخيلُ للمتابع أنه يَستمع إلى أحد الرؤساء العرب في زمن الثورات، عندما كانوا يخرجون في خطابات من خلف الشاشات.

فشلُ ترامب في معالجةِ الأمور يكشف الكثير من الحقائق.. أولها أن أمريكا لم تنجح أبدا في القضاء على فيروس العنصرية الذي طالما أحرق الولايات المتحدة عبر التاريخ، ولازال الحكام هناك، يقمعون الإحتجاجات بقساوة أكبر، على شاكلة القمع العنصري الذي واجهه الهنود والزنوج من قبل الأنكلوسيكسونیین، إبان تأسيس الولايات المتحدة.

الجميع يؤكد، أنه وفي حال أرادت أمريكا تفادي هذا النوع من المشاهد في المستقبل، فعليها أن تغير.. وقد بدأت بالتغيير فعلاً بدءاً من الشرطة، حيث كشف أعضاء في مجلس النواب الأمريكي النقاب عن خطة شاملة لمكافحة عنف الشرطة والظلم العنصري، وإصلاح الشرطة على نطاق واسع، لكن ترامب وبعد أسابيع من الاحتجاجات على العنصرية ووحشية الشرطة، قال إنه سيقوم بمزيد من الاستثمار في تدريب الشرطة.

مثل هذه الإجراءات الترامبية المثيرة للجدل، تجعل الشارع الامريكي ووسائل الاعلام يتسائلون عما إذا كان عهد ترامب قد شارف على نهايته.