ودفعت السلطات بتعزيزات أمنية إضافية من وحدات القوى الاتحادية وقوات الحرس الوطني والشرطة المحلية بواشنطن، لتعزيز الدرع الأمني حول البيت الأبيض.
وفي نيويورك، احتشد محتجون أمام برج ترامب الذي يملكه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تنديدا بمقتل فلويد. وسار المحتجون في وقت لاحق بعد ذلك في معظم أنحاء مانهاتن لمواصلة الاحتجاج.
وفي غضون ذلك، وجه المدعي العام لولاية مينيسوتا كيث إليسون الاتهام لثلاثة من عناصر الشرطة من المشاركين بتوقيف جورج فلويد، بالمساعدة والتحريض على جريمة قتل من الدرجة الثانية، والمساعدة والتحريض على القتل غير العمد.
هذا و شاركت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي في إحتجاجات خارج مبنى الكونغرس وتعاطفت مع المحتجين الغاضبين.
الجيش في خضم الأزمة
وقال الرئيس ترامب إنه لا يعتقد أنه سيحتاج إلى الاستعانة بقوات الجيش للتصدي للاحتجاجات التي دخلت يومها التاسع، والتي أشعلها مقتل فلويد على يد شرطي.
وقال ترامب في مقابلة مع تلفزيون نيوزماكس ردا على سؤال عما إذا كان سيرسل الجيش إلى أي مدينة بعد الاحتجاجات التي شابها العنف في بعض الأحيان بسبب مقتل جورج فلويد، "لا أعتقد أننا سنضطر لذلك".
وكان ترامب قد قال في السابق إنه قد يستعين بقوات الجيش في الولايات التي تخفق في كبح الاحتجاجات العنيفة.
وجاءت تصريحات ترامب الجديدة بعد أن نأى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر بنفسه عن صورة ترامب أمام الكنيسة، وقال إن تحقيقا فتح في قمع المحتجين، نافيا علاقة الحرس الوطني بذلك.
وأعلن رفضه نشر الجيش، وقال إن البنتاغون يواجه تحديا كبيرا في محاولة الحفاظ على وضعه بعيدا عن السياسة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وبُعيد تصريحات إسبر، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني إن وزير الدفاع مارك إسبر لا يزال في منصبه، بعدما أثيرت تكهنات بأن الرئيس دونالد ترامب يريد إبعاده بسبب تصريحات له بشأن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وقالت ماكيناني في إيجاز صحفي "حتى الآن، الوزير إسبر لا يزال في منصبه، وإذا فقد الرئيس ثقته فيه فسنعلم جميعا بهذا في المستقبل".
الاحتجاجات لا تكفي
وفي تعليق جديد له على التطورات الجارية، شكر الرئيس السابق باراك أوباما المحتجين في جميع أنحاء البلاد، إثر وفاة جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس.
غير أن أوباما قال في كلمة خلال ندوة عبر الإنترنت حول عنف الشرطة: إن الاحتجاجات غير كافية، داعيا إلى التصويت بكثافة خلال الانتخابات القادمة.
وقال "400 سنة مليئة بالتمييز لا تهزم بالإحتجاجات فحسب، لقد سمعت بعض الأحاديث تذكر التصويت مقابل الاحتجاج. السياسة والمشاركة مقابل العصيان المدني. الأمور لا تسير بهذه الطريقة إما هذا أو ذاك، الأمر هنا يجب أن يجمع بين الاثنين".
وأضاف "من أجل إحداث تغيير حقيقي، يجب تسليط الضوء على المشكلة وجعل الأشخاص في السلطة غير مرتاحين، ولكن يجب علينا أيضا ترجمة ذلك إلى حلول وقوانين عملية يمكن تنفيذها ومراقبة تطبيقها".
تقسيم البلاد
من جهته، شنّ وزير الدفاع السابق جيم ماتيس، هجوما غير مسبوق على الرئيس دونالد ترامب الأربعاء، متهما الملياردير الجمهوري بالسعي إلى "تقسيم" الولايات المتحدة.
وقال ماتيس في تصريح نشرته مجلة "ذي أتلانتيك" على موقعها الإلكتروني إن "دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الأميركيين، بل إنه حتى لا يدعي بأنه يحاول فعل ذلك"، مضيفا "بدلا من ذلك، هو يحاول تقسيمنا".
وهذا أول انتقاد من نوعه يصدر عن ماتيس، الجنرال السابق في سلاح المارينز والذي يحظى باحترام كبير في بلاده، وسبق له أن رفض مرارا توجيه أي انتقاد لترامب لأنه كان يعتبر أن من غير المناسب انتقاد رئيس أثناء توليه منصبه.
هذا ورد ترامب على الهجوم اللاذع الذي شنه جيمس ماتيس، وزير الدفاع السابق في إدارته، لافتا إلى أسباب "طرده" من منصبه.
وغرد : "لعل الأمر المشترك الوحيد بيني وبين أوباما هو أننا حظينا بشرف طرد جيمس ماتيس، أكثر جنرال مبالغ في تقديره، طلبت رسالته استقالته وكان شعوري رائعا حول ذلك، كان لقبه ’فوضى‘ ولم يعجبني وغيرته إلى ’الكلب المجنون‘."