مؤتمر القدس الدولي مسعى لتبقى فلسطين البوصلة

الأحد 17 مايو 2020 - 19:05 بتوقيت غرينتش
مؤتمر القدس الدولي مسعى لتبقى فلسطين البوصلة

ايران_الكوثر: ستنطلق يوم غد الاثنين من العاصمة الايرانية طهران أعمال "مؤتمر القدس الشريف" عبر الفضاء الافتراضي من الساعة 16.30 الى 18.30 بتوقيت مكة المكرمة وعبر برنامج adobe connect وسيبث بشكل مباشر عبر الموقع live.alabaster.ir و اینستغرام، وفیسبوك ویوتیوب، وتستمر أعمال المؤتمر الى بعد غد الثلاثاء.

"مؤتمر القدس الشريف" مبادرة عبر المجال الافتراضي، لإحياء فعاليات يوم القدس العالمي الذي دعا اليه الامام الخميني (ره)، رسالته الرئيسية أن الشعوب العربية والاسلامية وأحرار العالم يقفون الى جانب القضية الفلسطينية ولا يمنعهم في ذلك جائحة أو اعلام مضلل أو حتى العقوبات والحصار، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي القضية الاساسية ومقدمة على سائر القضايا، ولن يتخلى عنها أحد مهما فعلت أميركا والكيان الصهيوني وعملائهم في المنطقة والعالم.

وقبل أن نلج في صلب الموضوع سنشير الى قضية مهمة للغاية وهي، أن المتخاذلين في العالمين العربي والاسلامي طالما يبررون تقاعسهم وتخاذلهم واستسلامهم واحيانا تواطؤهم مع الكيان الصهيوني، بأن ايران لا تقدم سوى الشعارات للقضية الفلسطينية وانها لم تطلق رصاصة واحدة ضد الكيان الصهيوني، حسب زعمهم، ولكن لو اردنا التدقيق في ملفات وتوجهات هؤلاء سنرى انهم يخدمون الكيان الصهيوني وساهموا في تثبيته أكثر من الصهاينة أنفسهم.

ربما نسي هؤلاء أو تناسوا أن كل الضغوط والحصار والحظر الذي يفرضه الشرق والغرب قديما وحديثا على ايران جاء نتيجة موقفها من الكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية، ويكفي أن يرجعوا الى تصريحات قادة الفصائل الفلسطينية المقاومة ليتذكروا مدى الدعم الذي تقدمه ايران للمقاومة الفلسطينية، ويكفي أن تتراجع ايران قليلا عن مساعيها وموقفها تجاه القضية الفلسطينية لتعيش كما تعيش الدول المتخاذلة في دول المنطقة.

الشعب الفلسطيني اليوم يضحي بكل ما يملك، فهو يقدم خيرة أبنائه للتضحية من أجل القضية ومنع الصهاينة من الاستيلاء على المزيد من الأراضي وقضم المناطق الفلسطينية، وتشهد قافلة الشهداء الفلسطينيين كل يوم انضمام شاب أو شابة أو طفل أو عجوز اليها، أما سجون الصهاينة فحدث ولا حرج عن حملات الاعتقالات التي لا تتوقف بتاتا، ولم يعد الكيان الغاصب يكتفي باعتقال شخص أو شخصين وانما الاعتقالات جماعية، ولنتصور مدى الأحزان والمعاناة التي يخلفها كل شهيد ومعتقل فلسطيني خلفه، خاصة اذا كان ربا أو معيلا لأسرته.

جرائم الكيان الصهيوني لاتقف عند حد ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين بل أمعن بالتنكيل بعوائلهم، وكلما نفذ فلسطيني عملية بطولية ضد الصهاينة يسارع جنوده الى هدم داره، لذلك، فان الفلسطينيين قدموا كل ما يستطيعون تقديمه لقضيتهم، فيا ترى ما مسؤوليتنا تجاههم؟

لا شك ان من يستطيع تقديم الدعم بكافة اشكاله لا ينبغي أن يتردد في رفد القضية الفلسطينية بكل ما يستطيع، غير ان مجرد تذكر الفلسطينيين واحياء قضيتهم باستمرار لا يقل تأثيرا عن التصدي لجرائم الكيان الصهيوني ونُصرة القضية الفلسطينية، خاصة في الظروف العصيبة التي تمر بها، حيث يعلن الكيان الصهيوني وبكل وقاحة انه يسعى الى ضم الضفة الغربية وأغوار الأردن، ويستقوي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وقف بكل قوة الى جانبه، وقدم له ما يسمى بصفقة ترامب على طبق من ذهب.

يبدو أن بعض الحكومات العربية والاسلامية رأت أن جرائم الكيان الصهيوني والدعم الذي يتلقاه من العديد من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة، قليل من أجل القضاء على القضية الفلسطينية واجتثاثها ونسفها من الجذور، فراحت تقيم العلاقات الرسمية مع هذا الكيان أو تطبع العلاقات معه، أو في أحسن الاحوال تلتزم الصمت ولا تحرك ساكنا تجاه هذه القضية، ومن المؤسف حقا أن بعض الدول لا تكتفي في اقامة العلاقات والتطبيع والمشاركة في التآمر، بل تنصب العداء لكل المقاومين الفلسطينيين وكل من يدعمهم ويقف الى جانبهم، ألم تزج السعودية ببعض الفلسطينيين الذين يقيمون لديها بالسجون لمجرد انهم يدافعون عن قضيتهم، ألم تمنع البحرين ندوة ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني؟

هذا غيض من فيض نسيان القضية الفلسطينية بل والتآمر عليها، ولا شك ان هذا موقف بعض الحكومات ولا يمت بصلة بموقف الشعوب العربية والاسلامية من هذه القضية، فالعرب والمسلمون لو أتيح لهم فتح باب الجهاد والمقاومة لتحرير فلسطين لرأينا أن الملايين يتطوعون لتحريرها، غير ان موقف الحكومات لا يعفي الشعوب من القيام بدورها تجاه هذه القضية، بل يستطيع كل انسان أن يقدم الدعم والنصرة لهذه القضية سواء بالمال أو بالكلمة أو بالمقال أو حتى بتربية الابناء والاجيال على حب القضية الفلسطينية وبغض الكيان الصهيوني.

لا يغر العرب والمسلمون وأحرار العالم شريط فيديو يروجه شخص يتهجم على الفلسطينيين ويمدح الصهاينة، ولا مسلسل تلفزيوني يسعى الى التطبيع مع الصهاينة ويسعى الى تحسين صورتهم، ولا تخاذل الحكومات واستسلامها للكيان الصهيوني ومطاردتها وقمعها لكل المقاومين، فهؤلاء قلة ولا يمثلون الا نسبة ضئيلة جدا في الدول العربية والاسلامية، غير ان الاعلام الصهيوني والاميركي يسعى الى تضخيم دورهم وما يقومون به، لادخال اليأس والاحباط والقنوط في نفوس الأغلبية التي ترفض التطبيع والاستسلام للكيان الصهيوني.