الذكرى الرابعة لاستشهاد القائد مصطفى بدر الدين (السيد ذوالفقار) شكلت مناسبة لإطلالة جديدة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي وضع - كعادته - النقاط على الحروف بشأن العديد من القضايا الإقليمية والمحلية، فيما ركز حديثه بالأساس على سورية والمؤامرة الكونية التي تواجهها المقاومة هناك.
السيد نصر الله حدد معالم المرحلة الراهنة ورسم ملامح المرحلة القادمة.. ليؤكد أن سوريا إنتصرت على الحرب التي شُنت عليها وإن التقييم الإستراتيجي الصحيح والدقيق هو أن القيادة السورية والجيش والجزء الأكبر من شعبها انتصروا في الحرب وبقية المعارك تحتاج فقط إلى صمود.
سماحته اعتبر أن المشروع الأميركي الصهيوني السعودي سعى لتتخلى سوريا عن فلسطين والجولان المحتلة، لكن سوريا أبت الخضوع لكل الضغوط لذا جاء الاستكبار وأدواته في العالم والمنطقة لإخضاعها.
وحول ذهاب حزب الله إلى سورية.. أوضح السيد نصر الله ان إصرار الحزب على الذهاب الى سوريا كان بسبب إدراكه لحجم المخاطر التي تُهدد فلسطين ولبنان وسوريا والمنطقة كلها، وإنه كان لابد لحزب الله، أن يبادر للذهاب إلى سوريا لمواجهة المشروع التآمري رغم إدراكه لتبعات هذا القرار.
الأمين العالم لحزب تطرق في كلمته بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد القائد مصطفى بدر الدين، إلى دور المقاومة ودعمها لسورية أمام المؤامرة والحرب الكونية التي تواجهها.
السيد نصر الله تحدث عن دور الشهيد مصطفى بدر الدين في سوريا، ليكشف أن الشهيد كان قائد حزب الله في المعارك في سوريا وقد قضى أيامه الأخيرة من حياته في هذا البلد، وإنه كان يخوض المعارك في سوريا إلى جانب الفريق الشهيد سليماني كتفا الى كتف معتبراً أن المخاطر التي كانت تحيط بسوريا كانت أكبر من التضحيات التي بذلتها المقاومة.
دور المستشارين الإيرانيين في سوريا شكل أيضاً محور كلمة السيد نصر الله الذي شدد على أن هدف ايران هو الحفاظ على هوية سوريا ومنع سقوطها في هيمنة اميركا واسرائيل وهي لا تتدخل ابداً في شؤون سوريا الداخلية وقرارها حاسم في الوقوف الى جانب القيادة السورية ودعم قراراتها وثباتها.
دور الكيان الصهيوني وتآمره على سورية لم يغب عن كلمة السيد نصر الله الذي أشار إلى أن الاسرائيلي في السنوات الأولى من أحداث سوريا راهن على الجماعات المسلحة لمواجهة سوريا وايران ومحور المقاومة، لافتاً إلى أن اسرائيل كانت حاضرة بقوة وراهنت على الذين يُقاتلون النظام ووضعت مجموعة أهداف أعلاها اسقاط النظام، لكن عندما فشلت الحرب على سورية وأدرك الصهاينة أنهم خسروا الحرب ذهبوا الى هدف آخر وبدأوا يُهاجمون كل ما يرتبط بتصنيع الصواريخ في سوريا، حيث أنهم ينظرون الى سوريا خاصة كتهديد في المستقبل.. فاذا استعادت عافيتها واستطاعت تطوير قوتها فإن ذلك سجعلها اليد العليا في المنطقة وفي الصراع.