اغتيال الكاتب السعودي خاشقجي في سفارة بلاده في تركيا والطريقة الفظة التي قتل فيها، وما تبع ذلك على المستويات الحقوقية والسياسية، يمكن اعتباره الخطوة الأكبر في طريق نهاية حكم آل سعود، فالأمير المراهق كان يعتقد أنه يمكن أن يقود المللكة على طريقة الآي باد وما اكتسبه من خبرة في ألعاب الإنترنت، ولكن النتجية جاءت بطريقة زلزلت وجوده وهددت المملكة بشكل خطير.
انخفاض أسعار النفط، وتخفيض السلطات السعودية الأخير لإنتاجها حوالي 4 مليون برميل يوميا ليصل إلى 7 ملايين برميل تطبيقا لاتفاق "أوبك بلس" في محاولة لوقف انهيار الأسعار بسبب تراجع الطلب نظرا لانتشار كورونا، بالإضافة إلى حالة الانكماش التي يعيشها الاقتصاد السعودي وتبلغ نسبتها حوالي 2.3 بالمئة حسب تقديرات صندوق النقد الدولي أديا إلى هذا العجز الذي يجسد حوالي 40 بالمئة من حجمها، وبالتالي فنحن نشهد عجزا ماليا سعوديا بعد سنوات من الوفرة المالية التي لم تستفد منها سوى في شراء صفقات الأسلحة غير المفيدة واسترضاء القيادات الأميركية بهدف الإستمرار.
داخلياً، يعتبر انقلاب الأمير المراهق على منظومة الحكم المتعارف عليها والتي تبناها كل الأمراء والملوك الذين سبقوه مؤشرا خطيرا ينزر بدخول آل سعود في نفق يفضي إلى طريق واحد وهو الزوال، فمحاولة محمد بن سلمان القفز من فوق المفاهيم الوهابية التي حكمت البلاد لعقود، وانتهاجه الأسلوب الإماراتي ينذر بتآكل القواعد الداخلية التي اتمتد عليها نظام آل سعود واسهمت في بقائه حتى الآن.
اقليميا، تحاصر السعودية نفسها من خلال تراكم الفشل تلو الفشل، والحروب التي تدعمها وتؤججها هنا وهناك، بداية في سوريا وليس نهاية في اليمن التي شكلت وستشكل المستنقع الذي يفضي إلى نهاية غير مسحوبة لآل سعود، بالإضافة إلى تخريب العلاقات السعودية مع جيرنها في المنطقة والعالم العربي.
عالميا، لم تعد السعودية تحظى بالثقل الدولي على المستوى العالمي والأوربي فتولي محمد بن سلمان الحكم حطم كل ما تم بناؤه من علاقات بالدول الأوربية وأنقص من احترام السعودية في المجتمعات الدولية بالإضافة إلى أن أميركا وعلى ما يبدا فإنها بدأت تشعر أيضا بأن السعودية تشكل ثقلا عليها وخصوصا أن الأخيرة لم تعد قادرة على خلفية الأزمة الإقتصادية أن تشبع التعطش الأميركي للأموال السعودية.
كل ما سبق بالإضافة إلى الإجراءات التي يقوم بها محمد بن سلمان تجاه امراء العائلة الحاكمة تجعل الحديث عن نهاية حكم آل سعود أقرب من أي وقت مضى.