وفي كلمته بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد القائد مصطفى بدر الدين (السيد ذوالفقار)، قال السيد حسن نصر الله: أجدد التبريك والتعزية لعائلة الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين، للوالدة العزيزة والزوجة العزيزة ولبناته وابنه علي ولاخوانه ولكل رفاق الدرب الذين عاشوا التعب والمعاناة، مضيفا: عندما نصر على إحياء ذكرى الشهداء عموما والشهداء القادة خصوصا لتكريمهم وللتذكير بما حققه لوطنهم ولنستفيد من تضحياتهم وجهادهم وصفاهم الشخصية ما يمكننا من نضالنا وطريقتا الطويل وما فيه من اخطار وصعوبات.
وأشار السيد نصر الله الى ان السيد ذوالفقار كان يملك روحا قوية ومعنويات عالية، وهذه الصفة تؤدي الى تماسك وصمود وثبات وقدرة على التفكير واتخاذ القرار ومواصلة الحركة، وتابع "عندما تهتز معنويات الانسان امام اي مشكلة او صعوبة فهذا سيؤدي الى تأثير على العمل واتخاذ القرار اي سيكون له تداعيات على العمل"، واضاف "خضنا الكثير من الصعوبات ومرت المقاومة بكثير من الظروق القاسية كان السيد ذوالفقار يملك الثقة بالله وبالمجاهدين وبالقدرة على الانتصار وتجاوز المحنة".
ولفت السيد نصر الله الى ان "السيد ذوالفقار كان يملك صفة اعطاء الثقة ونقلها لمن معه"، وتابع "كان في الصعوبات يثبتهم ويتجاوز بهم تلك المرحلة"، واكد ان "السيد ذوالفقار كان كالقبطان الذي يقود سفينة وسط العاصفة ولكنه كان يمتلك المعنويات العالية والقدرة على القيادة بثبات".
وقال السيد نصر الله "في العام 1996 شن العدو الصهيوني ما سماه عملية عناقيد الغضب واعتدى على مناطق واسعة وهدد بالقضاء على لامقاومة وابعادها عن الشريط الحدودي والهدف كان ان يامن العدو في احتلاله للمنطقة المحتلة"، وتابع "السيد ذوالفقار كان المسؤول العسكري المركزي في المقاومة وكنا على تواصل دائم معه وكان الانتصار في تلك المعركة رغم التضحيات وفشل العدو في تحقيق اهدافه بل بالعكس لبنان وسوريا فرضا على العدو باتفاق دولي هو اتفاق نيسان مع تثبيت حق المقاومة بالعمليات العسكرية وهذا كان تحولا استراتيجيا كبيرا في عمل المقاومة الكيفي والكمي والذي أدى الى انتصار 25 ايار 2000".
ولفت السيد نصر الله الى ان "التجربة الاقسى للمقاومة والسيد ذوالفقار كانت في سوريا ضد الارهاب التكفيري، الى جانب الاخوة الايرانيين والسوريين، وهنا لا بد من التذكير بدور السيد ذوالفقار في هذه المعركة"، وتابع "في عام 2011 كان هناك مشروع اميركي اسرائيلي سعودي واستطاع ان يأتي معه بكثير من الدول العربية والاسلامية والغربية والهدف الاساسي كان السيطرة على سوريا"، وأشار الى ان "نظام الهيمنة الاميركية في المنطقة يسعى للتطبيع مع اسرائيل وهناك بعض الدول خارج هذا النظام بينها سوريا وايران، وهم ارادوا اخذ سوريا لدورها بمواجهة هذا المشروع ولما تملكه من خيرات وموقعها في الصراع مع العدو والقضية الفلسطينية"، واضاف ان "سوريا أبت الخضوع والسيطرة لكل الضغوط لذا جاء الاستكبار وأدواته في العالم والمنطقة لإخضاعها"، وتابع "القوى ذاتها التي اتّحدت لقتال سوريا وإخضاعها والسيطرة عليها تتحد اليوم للقتال في بلدان أخرى"، واكد ان "المشروع الأميركي الإسرائيلي السعودي سعى لتتخلى سوريا عن فلسطين والجولان المحتل".
واوضح السيد نصر الله ان "إصرارنا على الذهاب الى سوريا كان بسبب إدراكنا لحجم المخاطر التي تهدد فلسطين ولبنان وسوريا والمنطقة كلها"، وتابع "كان علينا أن نبادر للذهاب إلى سوريا لمواجهة المشروع التآمري رغم إدراكنا لتبعات هذا القرار"، وأكد ان "حجم المخاطر التي تتهدد فلسطين ولبنان وسوريا وقضايا الحق في المنطقة دفعنا للذهاب إلى سوريا"، واضاف "قائدنا في المعارك في سوريا كان الشهيد بدر الدين الذي قضى أيامه الأخيرة في حياته في هذا البلد"، واشار الى ان "الشهيد بدر الدين كان يخوض المعارك في سوريا إلى جانب الفريق الشهيد سليماني كتفا الى كتف"، وشدد على ان "المخاطر التي كانت تحيط بسوريا كانت أكبر من التضحيات التي بذلناها".
ورأى السيد نصر الله ان "سوريا لم تنتصر فقط في المعركة ضدها بل انتصرت في الحرب عليها"، ولفت الى ان "سوريا انتصرت في الحرب وما زال لديها بعض المعارك"، وتابع "القيادة السورية والجيش والجزء الأكبر من شعبها انتصروا في الحرب وبقية المعارك تحتاج فقط إلى صمود"، واوضح ان "سوريا نجت من التقسيم ومن المشروع التآمري الذي كُرست له أموال طائلة وأسلحة وعشرات آلاف المسلحين"، واشار الى ان "سوريا استطاعت أن تنتصر في الحرب بفضل صمود قيادتها وجيشها وشعبها وثبات حلفائها إلى جانبها"، واضاف "ما عجزوا عن تحقيقه عسكريا في سوريا حاولوا تحقيقه سياسيا والمعركة السياسية لا تقل ضراوتها عن المعركة العسكرية ومخاطرها أكبر وسوريا ما زالت تخوضها".
من جهة ثانية، تقدم السيد نصر الله بالتعزية من المسلمين لان في مثل صبيحة هذا اليوم سنة 40 للهجرة قام احد الخوارج (الفرقة التكفيرية الاقوى في تاريخ المسلمين) بالاعتداء على امير المؤمنين وخليفة المسلمين الامام علي بن ابي طالب وضربه بالسيف وأدت الى استشهاده بعد يومين، وعلي(ع) قد وقف بقوة امام اول حركة تكفيرية في تاريخ الاسلام. ولفت الى انه "نفس هذا العقل التكفيري يعتدي في باكستان قبل يومين مستشفى ويقتل ويجرح".