بينما يبذل العالم قصارى جهده لمكافحة وباء كورونا والحد من إنتشاره في مناطق مختلفة من المعمورة.. تبقى الحروب والنزاعات الدولية أحد أهم أسباب عرقلة هذه الجهود مما دفع بالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى السعي لوضع حد لها من أجل أن يتفرغ العالم لمنازلة الوباء المميت.
فبعد شهرين من المفاوضات الشاقة بدعم من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تراجعت ادارة ترامب عن الاتفاق مع الصين، وعارضت نص مشروع قرار وقف لإطلاق النار في مختلف النزاعات في العالم لمساعدة البلدان على مكافحة جائحة كورونا بشكل أفضل مطالبة بحذف اسم منظمة الصحة العالمية منه والتي تتهمها بالانحياز الى بكين في قضية الوباء.
العرقلة الامريكية للقرار أظهر مرة أخرى عدم إحساس الولايات المتحدة وإدارة ترامب بالمسؤولية ازاء الملايين من البشر الذين اصيبوا بالفيروس أو الذين فقدوا حياتهم بسببه خلال الفترات الماضية.
إلى جانب إدراج اسم منظمة الصحة العالمية في مشروع القرار الدولي الداعي إلى وقف النزاعات حول العالم.. الذريعة الأخرى التي دفعت بإدارة ترامب إلى رفض مشروع القرار الدولي هو أنه لم يحمل لغة غليظة تجاه الصين.. يعني ذرائع أقل ما يمكن وصفها بالتافهة والسخيفة في ظل المعاناة الراهنة التي يواجهها العالم.
المراقبون اعتبروا أن العرقلة الاميركية ستكبل الهيئة الدولية للسلام والأمن وتجعلها صامتة في مواجهة الوباء الذي وصلت فيه الوفيات الى اعتاب الثلاثمئة الف شخص في العالم والاصابات تجاوزت عتبة الاربعة ملايين..
مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أشار إلى المستوى المتدني الذي وصلت إليه الإدارة الأمريكية في التعامل مع أزمات العالم الكبرى، وأشار إلى الموقف الصبياني لسيده ترامب بهذا الخصوص حيث برر موقفه من مشروع القرار الدولي بالقول إن الصين عطلت مرارا تسويات كان يمكن أن تسمح لمجلس الأمن الدولي بالمضي قدما.. أي واحدة بواحدة.
على أي حال لابد من القول هنا أن ذاكرة الشعوب سوف لن تغفر للإدارة الأمريكية موقفها هذا وتعاملها المسيس مع خطر كبير يهدد البشرية بأسرها وهي بطبيعة الحال جريمة أمريكية بامتياز تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة بحق العالم على امتداد التاريخ.