الاعتداء على الحشد الشعبي.. التوقيت والدلالات (04-05-2020)

الأربعاء 6 مايو 2020 - 06:28 بتوقيت غرينتش

قضية ساخنة - الكوثر: ناقش برنامج قضية ساخنة الذي يبث عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية من استوديوهات طهران اعلان قيادة عمليات الأنبار للحشد الشعبي في العراق انتهاء عملية اسود الصحراء بتطهير عدة مناطق وقتل خمسة إرهابيين وتفجير عجلة مفخخة ضمن العملية العسكرية.

عملية إرهابية نفذتها جماعة داعش الوهابية ضد مواقع أبطال الحشد الشعبي في منطقتي بلد ومكيشيفة جنوب تكريت ضمن قاطع عمليات صلاح الدين اسفرت عن سقوط عشرة شهداء من مقاتلي الحشد وجرح اخرين.

ورغم أن رد الحشد الشعبي والقوات الأمنية وصقور سلاح الجو العراقي لم يتأخر كثيراً وردوا الصاع صاعين على الجماعة الخائبة والمهزومة في العراق إلا أن الهجوم الداعشي أثار أكثر من تساؤل واستفهام.

ردود أفعال غاضبة توالت ومن جهات مختلفة على العملية الإرهابية التي شككت في توقيتها والجهات التي تقف وراء دعم ومساندة التنظيم الإرهابي ومحاولة إعادة إحياءه من جديد في العراق خاصة وأن الهجوم تزامن مع حملة تكشيك و طعن تعرض لها الحشد مؤخراً من قبل المحتل الامريكي واذنابه من عصابات البعث والجوكر ومرتزقة سفارة الأحتلال في بغداد.

الجميع أكد على أن هجمات داعش حلقة ضمن مسلسل واشنطن قبيل مفاوضاتها المزمعة مع العراق التي ستتناول خروج قواتها من البلد وهي ترمي الى إيجاد مبرر لإستمرار الاحتلال الأميركي للعراق لحسابات تتعلق بأمن الكيان الصهيوني، والسيطرة على النفط العراقي.. وتوقعوا أن العمليات الارهابية ستزداد وتيرتها، وكذلك ترتفع أبواق المأجورين الداعية الى إبقاء القوات الأميركية بحجة التصدي لداعش.

رغم ان الاشتباكات بين عناصر الحشد الشعبي وفلول داعش الارهابي خلال الاشهر الاخيرة ليست بالامر الجديد ، الا ان توقيتها تزامن مع عدة تطورات شهدتها الساحة العراقية.. فقد جاء مباشرة بعد ان استلمت القوات الامريكية عددا من امراء وقادة داعش من سجون قوات قسد في شمال سوريا ونقلتهم الى العراق.. كما جاء بعد تسليم القوات الامريكية لقواعدها المشتركة مع العراق الى الحكومة العراقية واعادة تموضع قواتها ومعداتها في ثلاثة قواعد قريبة من الحدود الايرانية والسورية والعاصمة بغداد.. وكذلك جاء قبل أيام من الاجتماع الاستراتيجي الاول بين امريكا والعراق الذي سيبحث عملية خروج القوات الأجنبية من العراق.

وهنا لا حاجة لنا لتكرار ما اصبح من البديهيات وهو ان المحتل الامريكي هو صاحب المصلحة الاولى من وراء ديمومة داعش في العراق ومده بكل اسباب الحياة وكذلك محاولاته المستميتة اظهار العراق بمظهر العاجز عن التصدي لداعش وابراز حاجته بالتالي للوجود الامريكي لكن المطلوب هنا التذكير والتاكيد.. قبل فوات الاوان.. على أن الهدف الاول والاخير من وراء كل هذه المؤامرات والمحاولات الامريكية المفضوحة في العراق هو النيل من العراق كبلد واحد وموحد، وبالتالي فلو نجحت امريكا من تحقيق أهدافها فذلك يعني إضعاف العراق وتقطيعه إلى أوصال ومناطق حتى ينتهي اسم العراق والعراقيين -لا سامح الله- إلى الأبد.