وعلى النقيض تجاهلت المانيا شأنها شأن الحكومات الاميركية والاوروبية دور داعش في اغراق الشرق الاوسط بالمجازر والفتن والاضطرابات التي وصلت تاثيراتها الى فرنسا واسبانيا والمانيا وبريطانيا واثارت الرعب والفزع في قلوب الاوروبيين، لولا تصدي حزب الله للمؤامرة التكفيرية في لبنان وسوريا والعراق جنبا الى جنب مع قوى جبهة المقاومة الاسلامية البطلة التي قوضت هذا المشروع الاسرائيلي البغيض وجعلته جزء من الماضي.
كان يفترض بالمانيا والدول الغربية ان تصنع التماثيل الملحمية لحزب الله والمقاومة وتقوم بنصبها في برلين والمدن الاخرى وفاء للجميل الذي اسداه اللبنانيون الابطال الى الغربيين بعدما هددهم داعش في عقر دارهم وتوعد بغزو ايطاليا واحتلال روما مُنذرا الاوروبيين بكثير من المذابح ومن بحور الدماء.
ان اللوبي الصهيوني اثبت ان لا احد في اوروبا يفلت من سوطه وهيمنته، وها هي المانيا التي كانت تمارس دور الوسيط مع حزب الله في القضايا الحساسة، تهوي الى الحضيض وتحول نفسها الى العوبة تسخرها "اسرائيل" واميركا كيفما تريدان، وبالضد من مصالح برلين واستراتيجيتها في المنطقة.
انه عداء سافر لحزب الله الذي يمثل فخر الامة وعنوان كرامتها ودليل انتصارها بعدما طرد الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان والحق الهزيمة المذلة باسرائيل خلال حرب تموز ٢٠٠٦ ، وهي التي استخفت بجميع القرارات العالمية والمعايير الانسانية واستغلت الانحياز الغربي في ممارستها الارهاب الدولي بحق فلسطين المحتلة وسوريا ولبنان والعراق، ولم تتورع عن ارتكاب اية جريمة حرب لتحقيق اهدافها التوسعية الغادرة في غرب اسيا.
كان على المانيا ان تفكر الف مرة قبل الاقدام على هذا الاجراء الشنيع الذي مرغ سمعتها في الوحل وحولها الى تابع ذليل للوبي الصهيوني في كل خطواته المناوئة للامة، ووضعها ايضا في موقف مهين لا تستطيع معه ان تمارس دورها المحوري في المنطقة مستقبلا.
لقد رحبت اميركا و"اسرائيل" والسعودية بالقرار الالماني الظالم، وليس هذا بالامر الجديد او المستغرب، فالطيور على اشكالها تقع، وهذا الثلاثي البغيض اوغل في دماء المسلمين والعرب في فلسطين وافغانستان وسورية والعراق واليمن، وله صفحات سوداء كريهة في انتهاك حقوق الانسان، وهو ايضا سبب الكوارث في المنطقة.
من المهم القول ان حزب الله يمثل ايقونة النضال والتضحية والانتصار على الصهاينة الطارئين الذين لفظتهم اوروبا من بلدانها وجعلتهم سيفا مصلتا على رقاب شعوبنا المضطهدة .كما ان حزب الله هو اليوم قوة اقليمية تتمتع بقدرات هائلة وتتبوأ مكانة عظيمة في قلوب المطالبين بالتحرر والعدالة والعزة على مستوى المنطقة والعالم اجمع. وازاء ذلك فهو لن يتاثر بمثل هذه المواقف الهزيلة.
* الكاتب والاعلامي: حميد حلمي البغدادي