أوضاع صعبة يعيشها لبنان في ظل إختلاط الجانب السياسي بالإقتصادي إلى جانب أزمة وباء كورونا والتحديات التي يواجهها البلد في هذا المجال، يأتي هذا في وقتٍ فرض الشارع نفسه مجدداً على الأزمة اللبنانية، لاسيما ما حصل من إحتجاجات شملت خط الساحل جنوبا، وصولاً إلى طرابلس في ظل مواجهات رسَمت الكثير من علامات الإستفهام.
مراقبون يرَون أن هناك جهاتٍ تسعى إلى أخذ لبنان إلى الفوضى وتحميل الحكومة وداعميها، المسؤولية كاملة عن الوضع الذي يعيشه البلد.. هذه الجهات مُجندة لخدمة محورٍ ضد محورٍ آخر، وبالتالي فان الساحة اللبنانية لا تزال مفتوحة بصراع المحاور، وان هذه الفوضى، الهدف منها اسقاط حكومة حسان دياب، للامساك اكثر بالسلطة، او بالاطاحة بعهد الرئيس ميشال عون.
خبراء في الإقتصاد يرون ان المشكلة الاقتصادية في لبنان، هي ليست وليدة الساعة وانما تمتد الى تركيبةِ النظام الاقتصادي والسياسات الاقتصادية والنقدية والمالية في البلاد، وبالتالي ما نراه من انهيار سعر الليرة وتدهور قيمتها، هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وإلا فإن اصل الموضوع، هو الخواء الاقتصاد الذي يعيشه البلد، واستشراء الفساد، وغياب نظُم المحاسبة والخطط والبرامج الدقيقة.
المراقبون يؤكدون أنه وفي حال أردنا أن نفهم ما يجري حاليا في لبنان من احتجاجاتِ إتسمت بالعنف وهجماتِ على المصارف، ما علينا إلا التأمل في تصريحات مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شِنكر.
شِنكر كشف في مقابلةِ مع قناة العربية المدعومة من السعودية عن أمور مهمة للغاية، يمكن أن تسلط الأضواء، ليس على جذور الأزمة المتفاقمة حاليا، وإنما تطوراتها المستقبلية المحتملة.. فهو اشاد بالتعاون الجيد "لرياض سلامة" حاكم مصرف لبنان مع وزارة الخزانة الأميركية، على صعيد قضايا العقوبات على المصارف والمؤسسات المالية اللبنانية، وإقفال حسابات تابعة للمقاومة، كما أنه أشار في مقابلته إلى أن العقوبات الأمريكية على المقاومة، كان لها تأثيرٌ حقيقي لشل قدرات المقاومة، على حد زعمه.
تصريحات شنكر تؤكد، ودون أي مواربة، أن الولايات المتحدة هي التي تقف بشكل أو بآخر، خلف حالة عدم الاستقرار التي تسود لبنان حاليا، عبر بوابة البنك المركزي اللبناني، وانهيار قيمة الليرة اللبنانية...
إنهيار العملة الوطنية معناه زيادة التضخم، وارتفاع معدلات البطالة، الأمر الذي يدفع بالمواطنين الذين فقدوا مصادر رزقهم، وهم الأغلبية الساحقة، للنزول إلى الشوارع بصورة مدنية، قبل الانتقال إلى العنف والصدامات الدموية، مما يشعل فتيل الحرب الأهلية في نهاية المطاف بطريقة أو بأخرى.
إذن المطلوب هو رأس المقاومة وحزب الله على وجه التحديد، خاصة في ظل اقتراب الذكرى العشرين للانتصار الكبير على العدو الإسرائيلي، وتحرير جنوب لبنان، وأن هذه هي مؤامرة أمريكية إسرائيلية سوف لن تنجح، رغم القوى الداعمة لها من داخل لبنان وخارجه، لأن المقاومة أقوى من أي وقت مضى، وانتصرت في جميع مواجهاتها المسلحة الأخيرة مع العدو الإسرائيلي، وأدارت، وتدير الأزمة، سواءً داخل لبنان أو المنطقة، بكفاءة عالية.