أمريكا.. وإنطلاق العد التنازلي للإنسحاب من العراق (26-04-2020)

الأربعاء 29 إبريل 2020 - 09:51 بتوقيت غرينتش

قضية ساخنة - الكوثر: ناقش برنامج قضية ساخنة الذي يبث عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية من استوديوهات طهران التواجد الاميركي في العراق والعد التنازلي لخروج هذه القوات الاجنبية.

أمام التظاهرات الشعبية الحاشدة التي خرجت في العراق تطالب بخروج قوات الإحتلال الأمريكية من البلد.. وفي ظل تصويت البرلمان العراقي على قرار يقضي بإنهاء التواجد العسكري الأميركي في الأبد.. وعلى وقع الضربات التي تلقتها مواقع الإحتلال الأميركي ومراكزه الأمنية العسكرية من قبل المقاومة.. خضعت الإدارة الأمريكية لإرادة العراقيين الصلبة وقبلت مرغمة على التفاوض لإجلاء قواتها من بلاد الرافدين إلى الأبد.

فقد كشفت القوات المسلحة العراقية عن مفاوضات ستجري بين بغداد وواشنطن في يونيو حزيران المقبل على وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق مشددة على أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺟﺎدة ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮارات ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻧﺴﺤﺎب هذه اﻟﻘﻮات ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﻼد.

يأتي هذا في وقت شهدت الأيام الماضية تخفيض الولايات المتحدة لعديد قواتها في مناطق مختلفة من العراق إلى جانب عملية إعادة تموضع وانسحاب من بعض المقار العسكرية والمراكز الأمنية وتسليمها إلى الجيش العراقي.

الولايات المتحدة بذلت الكثير من المحاولات للبقاء في العراق وتعزيز وجودها العسكرية هناك وقد أكد مراقبون أن واشنطن عملت مجدداً على تفعيل دور "داعش" في المنطقة، لاسيما في العراق، بجميع الوسائل الممكنة العسكرية، الاستخباراتية، الاعلامية وغيرها كمحاولة جديدة لاستعادة التواجد الأمريكي في العراق والمنطقة واعادة تفعيله، بعد أن فشلت جميع المخططات السابقة للبقاء في المنطقة والقضاء على حركات المقاومة فيها.

الواضح جدا أن الولايات المتحدة الأمريكية وعن طريق "داعش" الاجرامي تريد إعادة بث الفتنة في العراق واعادة الامور هناك الى نقطة الصفر بعد أن اتحد العراقيين على طرد "داعش" وإتحدوا أيضاً على طرد المحتل واتحدوا أخيراً على تشكيل حكومة وطنية بعيدة عن إملاءات وتدخلات المحتل.

لكن الجيش العراقي والحشد الشعبي المقدس أثبتوا وعياً وتأهباً لأي طارئ وقد تمكنوا خلال الفترة الماضية من إفشال جميع العمليات التي شنها الإرهابيون على المناطق العراقية المختلفة بل وأخذوا زمام المبادرة ونفذوا عمليات استباقية لملاحقة فلول الإرهاب وتدمير مراكزهم.

خطر الحشد الشعبي على الوجود الأمريكي دفع بواشنطن وعملائها في العراق إلى محاولة تحجيم دور الحشد في البلد وقد طالبت رموز طائفية في محافظة الأنبار مؤخراً بإخراج الحشد الشعبي من القائم وهي مطالبات تأتي استجابة لما تمليه القوات الامريكية التي تخشى من الحشد بحجة وجود مخاوف لاستهداف المصالح الامريكية في الانبار، وتصب هذه المطالبات في سياق الإستهداف الأمريكي لرموز المقاومة والتي تهدف إلى إدخال الخوف في نفوس المقاومين الاحرار وهي جرائم بلغ ذروتها من خلال اغتيال قائدي النصر على "داعش" الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس.