بل بسبب حروبها العبثية، وخلقها الفتن والازمات والاضطرابات لدول وشعوب المنطقة، واستجدائها المذل للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، واستخدامها طرق بشعة في اغتيال وقتل المعارضين والساكتين!، وهي بشاعة لم تخطر حتى ببال أجاثا كريستي ولا الفرد هتشكوك.
اذا ما مررنا من امام "عبثيات" ابن سلمان، وما اكثرها ، مرور الكرام، الا اننا سنكون مضطرين ان نقف امام ولعه باستخدام طرق غريبة في التخلص من معارضيه وغير معارضيه، على وقع الاخبار التي تأتي من مملكة الخوف السلمانية هذه الايام.
قبل ايام قتلت قوات الامن السعودية وبطريقة في غاية البشاعة المواطن السعودي عبدالرحيم الحويطي وسط اطفاله واسرته، لمجرد ان الرجل رفض اخلاء بيته الذي يقع في المنطقة التي ينوي ابن سلمان بناء مدينة نيوم السياحية فيها على البحر الاحمر.
اللافت في قضية الاعدام الميداني للحويطي، الذي لقبه السعوديون بـ"شهيد نيوم" ، ليس في قتله، فمثل هذه الجرائم تجري على قدم وساق في مملكة الخوف السلمانية والتي طالت حتى الاطفال الذين فصلت رؤوسهم عن اجسادهم بحد السيف بطريقة داعشية، ولكن اللافت ان الجريمة نفذت من اجل ارعاب الاخرين وجعل الحويطي عبرة للسعودين الذين يرفضون اخلاء مساكنهم، فالرجل رغم انه قُتل الا ان السلطات ابت ان تقف عند هذا الحد بل اساءت الى سمعته بعد ان اتهمته بانه ارهابي و"داعشي"، وهي تهمة تنتظر كل من يرفض اخلاء منزله وتهجيره حتى دون تعويض.
الخبر الثاني الذي تسلل من مملكة الخوف السلمانية ، كان النداء الذي نشرته الأميرة السعودية بسمة بن سعود بن عبدالعزيز ال سعود يوم الأربعاء الماضي عبر "تويتر"، وطالبت فيه الملك سلمان وابنه ، بالإفراج عنها وعن ابنتها من سجن الحائر، بعد انتشار فيروس كورونا في السجن الذي تحتجز فيه.
اللافت ان المصدر الذي كشف عن الرسالة كان صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية المقربة من اليمين الامريكي المحافظ والتي تميل تقليديا الى الاسرة السعودية الحاكمة، والتي كشفت ايضا عن ان الأميرة بسمة تعاني من مشكلات صحية عدة، منها أمراض القلب والرئة، ما يجعلها عرضة لخطر أكبر في حال إصابتها بفيروس كورونا، وفق ما أكده مقربون من العائلة، فضلاً عن السجلات الطبية التي اطلعت عليها الصحيفة.
العارفون بالطبيعة الدموية لابن سلمان يستبعدون ان يستجيب الاخير لنداء الاميرة التي دعت في السابق الى قيام ملكية دستورية في السعودية وانتقدت الحرب على اليمن ، بل سيجد في كورونا فرصة للتخلص منها ومن معارضيه في السجون وخاصة في القسم المخصص لمعتقلي امراء واميرات ال سعود في سجن الحائر ومن بينهم ولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيق الملك سلمان، الأمير أحمد بن عبد العزيز.
تنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" عن احد امراء ال سعود قوله إنه لا يمكن توقع من سيكون التالي ليتم توقيفه أو منعه من السفر أو فصله،واصفا هذه الاجراءات بانها رسالة واضحة جداً "أنا المسؤول، ولا يمكن لأي شخص أن يتحداني، أو أن يكون في مأمن من غضبي".