حاولوا من خلال إغتيالهم الغادر الذي تجاوزوا فيه كل الخطوط الحمراء.. أن يبثوا الرعب والخوف في صفوف شعوب المنطقة وقادتها العظام فجائهم الرد الصاعق الذي ألهب الارض من تحت أقدامهم بضربات فقأت عين الأسد وهزت وجودهم غير المشروع في المنطقة وشجعت شعوبها على المطالب بخروجهم من أراضيها طوعا ًأو كرهاً.
سعوا من خلال قتلهم إلى أضعاف سطوة المقاومة والنيل من هيبتها وبريقها في المنطقة والعالم إلا أن استشهادهم زاد من عنفوان المقاومة وأوجد روحية جديدة ودماء جديدة واندفاع كبير سوف يستمر ويتواصل حتى تحرير الأرض والإنسان وتستعيد الأمة كرامتها ومقداستها التي دنسها أبناء القردة والخنازير.
وحاولوا أن يوهموا للجميع أن العالم سيكون أفضل في تغييب هؤلاء الأبطال، لكن العالم اليوم أصبح أكثر عتمة ورعباً وقلقاً من ذي قبل وكأن البركة والخير والأمان ارتحلت عن المعمورمة بارتحال أبناء الأمة الشرفاء.
نعم.. مئة يوم يمر على استشهاد الفريق قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفقاقهما على يد أشقياء الأشقياء وجبهة المقاومة أكثر إصراراً على ترسيخ مبادئ هؤلاء الأبطال وتحقيق أهدافهم.
إذن.. مئة يوم على الجريمة الغادرة التي ارتكبها الإحتلال الأمريكية في العراق وأدت إلى استشهاد القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبومهدي المهندس ومحور المقاومة لازال يؤكد أن اغتيال هؤلاء العظام لا يعني اغتيال المنظومة الفكرية للمقاومة، ودليل ذلك أن المقاومة العراقية والسورية لم يوقف تقدمها أمام الجماعات التكفيرية، وأن المقاومة اللبنانية أكثر قوة وعزيمة في الوقوف بوجه الكيان الغاصب للقدس والجبهة الداخلية الإيرانية اليوم تملك زخما كبيرا على المستوى المعنوي وأن الشعب الإيراني استطاع استيلاد الحس الثوري من جديد.
وهذا ما بدى واضحاً على الشارع الإيراني والعراقي على حد سواء بعد أن تجددت عليهما روح الثورة بعد استشهاد القائدين وذلك من خلال المسيرات المليونية الضخمة التي خرجت لتشييعهما والتي كشفت الكثير من أسرار دور القائدين وسحرهما الممتد على مساحة البلدين بل على امتداد جغرافية المنطقة وأكدت عزيمة الشعبين في الإستمرار بتبني إرادة التحرر من قيود الإرهاب ووجود المحتل الذي بلغت المطالبات بأخراجه من المنطقة ذروتها.