وسطَ موجةٍ من التصعيدِ والقصف الوحشي للتحالف السعودي على اليمن.. فجأة ودون سابق إنذار تتفجر المشاعر الإنسانية لدى تحالف العدوان ليعلن عن وقفَ اطلاقِ النار لمدةِ اسبوعين قابلةٍ للتمديدِ كما قال، مشيراً الى اَنّ القرارَ ياتي لاسبابٍ منها تجنبُ ايّ انتشارٍ محتملٍ لفيروس كورونا في اليمن .
فبعد خمس سنوات من العدوان السعودي على اليمن وبعد ما تغيرت موازين القوى لصالح اليمن وأبطال اليمن، وبعد أن أصبح العالم بحاجة إلى الإستقرار لمواجهة وباء كورونا جاء الإعلان السعودي لوقف جزئي لإطلاق النار وليس كامل ليثير أكثر من تساؤل خاصة وأن السعودية وفي ظل الهدنة المزعومة هذه تريد أن تستمر في عملياتها العسكرية وفرض الحصار على اليمن وهو منطق أقل ما يوصف بأنه مضحك وسخيف ولا يمكن القبول به، فإذا كانت السعودية جادة في دعوتها هذه وأنها تسعى إلى السلام في اليمن فلماذا لا تقبل بمبادرة اليمن التي تقضي بوقف شامل للحرب ورفع للحصار.. فما هو مبرر استمرار الحرب مع أن وقفها أصبح مصلحة مشتركة للطرفين بل أن مصلحة السعودية لوقف الحرب أصبح أكبر من مصلحة اليمن في ظل الظروف الراهنة.
الهدف من إعلان تحالف العدوان وقف إطلاق النار في اليمن -وكما يرى مراقبون- هو إعادة ترتيب صفوف العدوان بعد الضربات التي تلقاها من قبل أبطال اليمن في الجوف ونهم ومأرب وغيرها من المناطق الأخرى وهي تنم في الواقع عن حاجة تكتيكية وليست عن رغبة حقيقية بالسلام ووقف العدوان والحرب على اليمن.
أما مزاعم الخشية من إنتشار وباء كورونا في اليمن فإن السعودية لم تخش من تحمل مسؤولية الجرائم التي ارتكبتها في اليمن طيلة السنوات الخمس الماضية وهي قد ختمت عدوانها بكل تصنيفاته العسكرية والسياسية والإنسانية بحرب جرثومية وبيلوجية وحشية ضد اليمن، حيث سعت بكل قوة لإدخال فيروس كورونا إلى اليمن عبر المساعدات الملغمة والكمامات الملوثة وقامت بفتح المعابر الحدودية التي أغلقت منذ العام ألفين وخمسة عشر وحاولت التخلص من الأفارقة من خلال إدخالهم عبر الحدود إلى صعدة وهذا ما أكدته الكثير من المصادر اليمنية.
فكل الدول تخشى على جيرانها من أن ينتشر الفايروس هناك لكي لا يصل إليها.. إلا السعودية التي سعت بكل حماقة لإيصال الفايروس إلى اليمن.
لكن اليمنيون أثبتوا مرارا أنهم ليسوا طلاب حرب بل هم دعاة سلام وإستقرار وقد أعلنوا عن رؤيةً وطنية شاملة لايقافِ العدوان وايجادِ حلولٍ سياسيةٍ لانهاءِ الازمةِ الداخلية والعدوانِ الاجنبي على بلادِهم.. واشترطت الرؤيةُ ايقافاً شاملاً للحربِ ورفعِ الحصارِ والحفاظَ على وحدةِ اليمن واستقلالِه وكذلك تعويضَ المتضررين واخراجَ جميعِ القواتِ الاجنبية من البلاد
ضيوف الحلقة:
عبد الله سلام الحكيمي - عضو فريق المصالحة اليمنية
أشرف القرة بوللي - كاتب ومحلل سياسي