التحركات التي تقوم بها الولايات المتحدة وقواتها المتواجدة داخل العراق والتي باتت غير شرعية بقرار الشعب والبرلمان العراقيين أثارت الكثير من التساؤلات في الأوساط العراقية والإقليمية على حد سواء.
مصادر أمنية عراقية كشفت عن زيارة قام بها نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى قاعدة عين الأسد الجوية غرب البلاد وذلك قبل ساعات من زيارة قام وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إلى القاعدة ذاتها مشيرة -المصادر طبعاً- إلى أن الزيارة تأتي من أجل الاطلاع على عملية نصب وتفعيل منظومة باتريوت الدفاعية ولتفقد قوات بلادهما والتحالف الدولي.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أعلنت أن القوات الأميركية قامت بتفعيل أنظمة باتريوت الدفاعية في العراق لحماية القوات الأمريكية بالقواعد التي تعرضت لهجمات سابقا أودت بحياة جنود من قواتها وقوات التحالف التي تقودها.
وكان وزير الدفاع الأميركي، أعلن مطلع العام الحالي أن الولايات المتحدة تعمل على نشر منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" بعد الضربة التي تعرضت اليها قواعدها العسكرية في العراق بعد عملية الاغتيال التي طالت القائدين الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس.
الخطوة الأمريكية وكما يرى مراقبون قد لا تكون بعيدة عن مشاريع تحضر لها إدارة الرئيس المثير للجدل دونالد ترامب من ضمنها مخططات عدوانية مرتقبة قد تقدم عليها ضد محور المقاومة في المنطقة..
وفي الوقت الذي تتجه الأوضاع في العراق نحو الإنفراج ونحو حل أزمة تشكيل الحكومة في ظل الإتفاق غير المسبوق للقيادات السياسية العراقية على تكليف مصطفى الكاظمي يبدو أن الإدارة الأميركية ماضية في تصعيدها وعدائها لمحور المقاومة في المنطقة والعراق بشكل خاص وكأنها تنتقم لرفض القيادات العراقية لمن اعتبر مرشحها لرئاسة الوزراء عدنان الزرفي.
اخر الاجراءات العدائية الأميركية تمثلت في اعلان واشنطن تقديم عشرة ملايين دولار كمكافأة مالية مقابل معلومات عن القيادي في حزب الله اللبناني الشيخ محمد كوثراني..وبحسب توصيف الخارجية فإن كوثراني يتولى جزءا من التنسيق السياسي للفصائل المقاومة في المنطقة ،وانه مسؤول عن تقديم الدعم السياسي واللوجستي الفصائل العراقية.
السياسة التي دأبت عليها واشنطن ضد حزب الله في لبنان وضد حركات المقاومة العراقية ،الحشد الشعبي ،لا يخرج عن كونه اعلان حرب مبطن ضد تلك الحركات..تلك المقاومة التي دحرت الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان،عام الفين وعام الفين وستة .نفسها كانت بالمرصاد للجماعات الارهابية التكفيرية المدعومة غربيا ومن بعض الأنظمة العربية ،في سوريا والعراق..كما ان تلك الاجراءات العدوانية وتوقيتها ،لا يمكن فصلها عن ما تقوم به الادارة الاميركية من فرض اوراق ضغط ربما على المكلف الجديد لتشكيل الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي من اجل احراجه ،بعد ان فشلت واشنطن في فرض سياستها عبر بعض المرشحين الذين رفضهم المكون السياسي الرسمي والشعبي في العراق.
ضيوف الحلقة:
د. غياث موسى - مفكر ومحلل سياسي
عباس العرداوي - كاتب وباحث سياسي