الحرب النفطية التي شنها "بن سلمان" على روسيا ودول أخرى في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك عرضت الرياض قبل غيرها لمخاطر قد تنتهي بإنهيار الإقتصاد السعودي الذي يعتمد بالمطلق على صناعة النفط.. فأي انهيار في أسعار النفط من الممكن أن يؤدّي إلى تأثيرٍ كبيرٍ على الاقتصاد السعودي، أكثر مما يمكن أن يؤثّر على روسيا.
فأسعار النفط تتراجع يوماً بعد آخر وما زاد من تدهورها أن السعوديّة التي كانت تطالب روسيا بخفض إنتاجها النفطي قامت بزيادة إنتاجها من النفط ما تسبب بانهيار في أسعاره وأوصلها إلى أدنى مستوى لها منذ عقود.
السعودية لم تتوقف عند هذا الحد بل أعاقت أي محاولة للسيطرة على أسعار النفط.. وتسببت بتأجيل إجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك الذي كان مقرر غد الإثنين والذي كان من الممكن أن يمثل الفرصة الأخيرة لإنقاذ أسعار النفط ومواجهة ركود السوق النفطي ووضع حدٍ لحرب السعودية النفطية.
الأسواق العالميّة كانت قد شهدت مطلع آذار/ مارس الماضي، تراجعًا كبيرًا في الطلّب على النفط، لعوامل منها تباطؤ النموّ الدولي بعد أن ضرب فيروس كورونا أكبر مستورد للنفط في العالم وهي الصين وأدّى إلى تعطّل قطاعها الصنّاعي إلى جانب تراجع الطلب الدّولي على النفط، لأسباب تتعلّق بنمو الاقتصاد الدولي ما أدّى، بالتالي إلى انخفاض في أسعار النفط.
لكن ما زاد من تدهو أسعار النفط أكثر هو قيام بعض الدول المنتجة برفع مستوى إنتاجها بل وإنتهاج بعض الدول وعلى رأسها السعودية سياسة غرق الأسواق بالنفط بهدف اخضاع روسيا دون أن تدرك إن نار الحرب التي اشعلتها بسياستها الغبية سوف تحرقها وتحرق حلفائها.
الولايات المتحدة التي تخشى من تأثرها بانخفاض أسعار النفط دخلت على خط الأزمة السعودية الروسية إذ إن تكلفة إنتاج النفط في أمريكا هي من الأعلى عالميًا وبالتالي فأن السعوديّة بحربها هذه ستؤذي الاقتصاد الأميركي قبل أن تكون قادرة على إيذاء الاقتصاد الروسي كما أن انخفاض أسعار النفط إلى ما دون سعر التكلفة في أمريكا قد يدفع الشركات الأميركية إلى تفضيل شراء النفط الأجنبي على حساب النفط المحلّي، ما يعني ضربة أخرى لصناعة النّفط الأميركية.
ضيوف الحلقة:
د. عماد الدين حمروني - باحث في العلوم السياسية
د. مهند الضاهر - مختص بعلم الاجتماع السياسي