وأضاف الكاتب أن إبن سلمان اعتقل عددا من كبار الأمراء قبل أيام، قبل أن يشن حربا نفطية ضد روسيا في اليوم التالي من خلال تخفيضه أسعار الخام السعودي بشكل حاد.
ونقل عن أحد الخبراء قوله إن هذه الحرب مع روسيا ستؤدي الى إحداث دمار في الاقتصاد السعودي والروسي والأميركي بالدرجة الأولى.
وبحسب المقال ذاته، أكد غريق برو الخبير في المنطقة والباحث في جامعة ميثوديست الأميركية أن الخطوة التي اتخذها بن سلمان تشكل تدميرا مؤكدا لأي اقتصاد يعتمد على النفط.
وأشار الكاتب إلى أن بن سلمان أعطى الضوء الأخضر لبلاده لضخ النفط بأقصى كمية بعد أن رفضت روسيا مقترح أوبك لزيادة التخفيضات من أجل التأقلم مع تفشي فيروس كورونا.
ويقول خبير آخر -حسب الصحيفة الأميركية- إن الاقتصاد السعودي سيكون الأكثر تأثرا، لأن الاقتصاد الروسي أكثر تنوعا ولا يعتمد بالدرجة الأولى على إيرادات النفط كما هو الحال في السعودية.
ووفق تقرير صحيفة نيويورك تايمز، فإن السعودية لا تزال تعتمد بشكل كبير على النفط، والأكثر من ذلك أن احتياطياتها النقدية ظلت ثابتة منذ حوالي أربع سنوات عند نحو 500 مليار دولار، بانخفاض عن ذروتها البالغة حوالي 740 مليار دولار في صيف عام 2014.
ويقول المحللون -حسب الصحيفة- إن السعودية تحتاج إلى ما يسمى سعر التعادل البالغ نحو ثمانين دولارا للبرميل للوفاء بميزانيتها دون خفض جديد للاحتياطيات أو اعتماد تدابير تقشفية مؤلمة، لكن السعر هبط يوم الاثنين إلى نحو 35 دولارا للبرميل، أي أقل من نصف سعر التعادل.
يشار إلى أن أسعار النفط هوت أمس الاثنين بنسبة 25% لتستقر عند 35 دولارا في أعقاب إعلان السعودية وروسيا أنهما ستزيدان الإنتاج بعدما انهار يوم الجمعة الماضي اتفاق بين كبار المنتجين استمر لثلاث سنوات لكبح المعروض في الأسواق.
وتنقل الصحيفة أيضا عن الباحثة في معهد دول الخليج (الفارسي) في واشنطن كريستين سميث ديوان قولها "إن التهديد الذي يواجه بن سلمان لا يأتي من منافسيه"، بل هو قادم من انهيار عائدات النفط، ومن انعكاسات ذلك على خططه الاقتصادية.
لكن محللين آخرين ودبلوماسيين سابقين ومسؤولين ذوي خبرة بالشأن السعودي ومقربين من البلاط الملكي قالوا إن بن سلمان قد عزز سلطته بشكل كامل لدرجة أنه لم يعد لديه خوف كما تذكر الصحيفة الأميركية.
ويضيف هؤلاء أنه مع مستوى من القسوة لم يسبق لها مثيل في التاريخ السعودي الحديث استولى بن سلمان على سلطة مباشرة أكثر من أي ملك منذ عقود، وذلك إلى حد كبير عن طريق الترهيب في إخضاع عائلته الحاكمة الممتدة، مشيرين إلى أنه حتى في حالة الانكماش الحاد لم يكن لدى أفراد العائلة المالكة التي احتجزها أمل كبير في تحديه.