فالشهيد قاسم سليماني كان رجل النضال بلا هوادة في مجابهة الاستكبار الاميركي والصهيونية البغيضة وقد تصدى بكل شجاعة واقدام لمؤامراتهما الخبيثة وآخرها " فتنة داعش" التي راهنت واشنطن وتل ابيب عليها لتكون مسخا للاسلام المحمدي الاصيل وتشويها للقيم السماوية السمحاء. وقد شاء الله تعالى ان تكون نهاية حياته ومعه القائد الكبير الحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما الابطال ، شهادة في سبيله على يد اميركا المجرمة زعيمة الارهاب الدولي في العالم.
كان الشهيد قاسم سليماني ظاهرة وعلامة ومنطلقا جديداً للانسان المؤمن المقاوم بوجه الطاغوت، وهو ما جعل قلوب الناس في العديد من بلدان العالم الاسلامي والعالم الحر تنشدّ اليه وتكن له اسمى آيات الحبِّ والودّ والوفاء ، والتي تجلت بشكل رائع في خروج عشرات الملايين من عاشقيه في تشييعه هو المهندس وباقي الشهداء الابرار في ايران والعراق .وقد تجدد هذا التكريم مرة اخرى من خلال مسيرات الذكرى السنوية ال (41) لانتصار الثورةالاسلامية المباركة التي تزامنت مع اربعينية هؤلاء العظماء بشكل منقطع النظير.
واليوم ها هي صور الشهيد قاسم سليماني تتصدر اللوحات الضوئية وتتسور الشوارع المهمة في عواصم اوروبية وعالمية وهو حدث لم يحصل من قبل اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان الانشطة الدعائية في تلك البلدان محكومة بسيطرة اليهود والصهاينة الذين يعارضون وبمنتهى الحقد والكراهية نشر أي شيء عن قضايانا العادلة في وسائل الدعاية والاعلام بالخارج.
الشهيد الفريق قاسم سليماني كان ذائبا في ولاية الفقيه ومنافحاً هصورا عن حياض المسلمين وقد شهدت له بذلك السواتر القتالية وجبهات الحرب في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، وقد عرفه المجاهدون المسلمون والثوار التحرريون وزعماء الدول والسياسيون المناصرون في انحاء العالم انساناً عصامياً ومقاتلاً صلداً ومؤمنا غيوراً وجندياً متواضعاً أحبّ المقاومين الرساليين واحبّوه، وقد اثار هذا الاحترام المتبادل بينه وبينهم حقد المستكبر الاميركي الصهيوني الذي لم يستطع ان ينال من الفريق سليماني ورفاقه في جبهات القتال، فعمد الى تصفيته واياهم جسديا خلال سفرة عادية له الى العراق وعلى مقربة امتار من مطار بغداد الدولي في تلك الجريمة النكراء وباسلوب ارهاب الدولة المنظم.
لقد رفع الله عز وجل قدر هذا الشهيد الخالد في الدنيا قبل الاخرة، وقد شاء سبحانه تعالى ان تذيع شهرة الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس لدى الرأي العام العالمي ، وها هي صوره تعلق في مختلف البلدان ، بحيث لا يجرؤ أحد على ان يثير الغبار على شخصيته الريادية ما خلا اميركا واسرائيل اللتين تلطخت ايديهما الآثمة بدمائه الطاهرة يوم الثالث من كانون الثاني 2020.
سيبقى مقام الشهيد سليماني خالدا عبر التاريخ لانه تخرج من مدرسة التضحية الحسينية التي ستظل معطاءة بالآلاف من امثال الحاج قاسم والحاج ابومهدي من الان حتى قيام الساعة.
* حميد حلمي البغدادي