اليكم في ما يلي الجزء الأول من اللقاء على ان تليه أجزاء أخرى خلال الساعات القادمة:
س-أتقدم لكم بالشكر الجزيل على ماتفضلتم به من وقت لبرنامجنا مع كثرة الملفات الداخلية الملقاة على عاتقكم، فأنتم تقدمون لنا وقتا إضافيا.. أعلم أن المسألة تعود إلى المكانة الخاصة التي كانت تربطكم بالشهيد سليماني، نسأل الله أن يمكننا من أداء جزء من حقه في هذه الحلقة.. كمقدمة وكسؤال أول نتمنى منكم توضيح العلاقة التاريخية التي ربطت الحرس الثوري بتشكيل حزب الله.
ج- بسم الله الرحمن الرحيم.. على أثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ميلادي، من المعروف تاريخيا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دخل إلى جنوب لبنان وإلى جزء من البقاع اللبنانية وصولا إلى العاصمة بيروت، واحتل العاصمة واحتل الضواحي أيضاً، في ذلك الوقت سماحة الإمام الخميني قدس سره الشريف أعطى توجيها بإرسال قوات إيرانية إلى المنطقة لمساعدة السوريين واللبنانيين على مواجهة الاجتياح الإسرائيلي، وأنا أذكر في ذلك الوقت جاء وفد مشترك من قيادة الحرس، يعني "سباه باسداران إنقلاب إسلامي" ومن قيادة الجيش "أرتش جمهوري إسلامي"، والتقوا مع القيادة السورية، وعلى أثرها جاءت بعض القوات الإيرانية إلى المنطقة، في ذلك الحين توقف تقدم الاجتياح الإسرائيلي عند نقطة معينة، لأنه كانت هناك خشية من أن يقوموا باحتلال كل لبنان أو أن يحصل قتال مع سوريا، هذا الأمر توقف، وبالتالي أصبحنا أمام واقع جديد، إسمه أرض لبنانية محتلة، تقريبا ما يقارب نصف المساحة اللبنانية، في ذلك الحين مهمة القوات الإيرانية التي جاءت تم تبديلها، من قوة سوف تذهب إلى القتال للدفاع عن بقية لبنان وعن سوريا، إلى قوة مهمتها مساعدة اللبنانيين لتأسيس مقاومة محلية لبنانية من اللبنانيين أنفسهم لمقاتلة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبناء على تبديل المهمة الذي حصل أنه عاد جزء كبير من القوات الإيرانية إلى إيران، باعتبار أن الجبهة في إيران كانت مشتعلة، أي في حرب السنوات الثماني، وبقي جزء من القوات هنا، والذين بقوا هم الإخوة الحرس، يعني من الجيش وبقية القوات الأخرى رجعوا إلى إيران، وبقي الحرس هنا، وكان لهم تواجد في سوريا وتواجد في منطقة بعلبك الهرمل، لأن هذه المنطقة كانت خارج دائرة الاحتلال الإسرائيلي، منذ ذلك الحين نشأت العلاقة المباشرة بين الإخوة في الحرس والعلماء والشباب اللبنانيين، وفي مقدمتهم كان مثلا الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه، و الشهيد الحاج عماد مغنية رضوان الله تعالى عليه، وإخوة آخرون، بدأت العلاقة منذ ذلك الحين على قاعدة العمل لتشكيل وإيجاد مجموعات مقاومة في كل لبنان لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي للبنان، هذه هي بداية العلاقة واستمرت منذ ذلك اليوم إلى الآن، مازالت هذه العلاقة قائمة ومستمرة، طبعا في البداية لم يكن في تشكيل الحرس شيء اسمه "قوة القدس"، لاحقا ولربما بعد انتهاء الحرب المفروضة على إيران على الجمهورية الإسلامية سماحة الإمام قدس سره الشريف أصدر قرارا بتشكيل قوى في داخل الحرس، من جملتها قوة القدس، فأصبحت الجهة التي نتصل معها ونتواصل وننسق ونتعاون هي قوة القدس، وهذا الواقع هو ما زال قائما حتى الآن.
س-نحن نعلم أن الشهيد قاسم سليماني تسلم قيادة فيلق القدس عام 1998، هل تتذكرون أول لقاء معه؟ متى قابلتم الشهيد قاسم سليماني؟ وماذا تستذكرون من ذلك اللقاء؟
ج-أول مرة التقينا كان في لبنان، يعني بعد تعيينه لقائد قوة القدس جاء إلى لبنان والتقينا هنا في جلسة تعريف، أنتم تقولون "المعارفة"، في جلسة معارفة بيننا وبينهم، وأنا لم أكن أعرف الحاج قاسم قبل ذلك، يعني لم نكن قد التقينا، لأن فيما سبق هذا الزمان الحاج قاسم إما كان في الجبهة في إيران، في جبهات الحرب، أو بعد ذلك كان يتولى مسؤوليات في محافظة كرمان أو سيستان وبلوجستان أو ما شاكل، حتى عندما كنا نذهب إلى طهران ونلتقي بالمسؤولين ما كنا قد التقينا سابقا، يعني لا توجد معرفة سابقة، وكان أول لقاء هنا في بيروت، وعرفنا أنه أصبح المسؤول الجديد لقوة القدس بعد تعيينه من قبل الإمام الخامئني دام ظله الشريف، وأنه سوف يتحمل هذه المسؤولية من الآن فصاعدا، ولكم منذ الجسلة الأولى التي أنا كنت موجودا فيها وعدد من الإخوة، عادة عندما أذكر الأسماء أذكر أسماء الشهداء، الأحياء لا نذكر أسماءهم الآن، فكان في ذلك اللقاء الأول الحاج عماد رحمة الله عليه، والسيد مصطفى بدرالدين رحمة الله عليه، وإخوة آخرون مازالوا على قيد الحياة الحمدلله، ومن اللقاء الأول في الحقيقة شعرنا بانسجام نفسي وفكري وروحي، ومن الساعة الأولى وكأننا نحن نعرف الحاج قاسم منذ العشرات من السنين وهو يعرفنا منذ عشرات السنين، فجنابك تعرف أن الانطباع الأول من اللقاء الأول يؤثر في مسار العلاقة، الانطباع الأول من اللقاء الأول من الساعة الأولى بين الحاج قاسم وبين الإخوة المسؤولين والقيادات في حزب الله، سواء الجهاديين أو السياسيين، أعطى هذا الانطباع الجيد والإيجابي والتفاعل، وبدأت العلاقة منذ ذلك الحين مع شخص الحاج قاسم واستمرت لحين شهادته.
س- بعد تسلم الحاج قاسم منصب قيادة فيلق القدس شهدنا تسلم الحاج عماد مغنية لمنصب المعاون الجهادي في حزب الله، هل كان هذا صدفة أو أمراً مدبرا؟ يعني هل أنتم تعمدتم تسليم هذه المسؤولية للشهيد مغنية للعمل بجانب الحاج قاسم؟
ج- لا.. لا توجد علاقة بهذا الأمر، هذا كان ترتيب داخلي في حزب الله على كل حال، يعني سواء كان الحاج قاسم هو قائد قوة القدس أو كان شخص آخر فذلك التدبير كان شأناً داخلياً في ترتيبات إدارة العمل الجهادي في حزب الله، لأنه قبل ذلك نحن كان لدينا مركزيتان، مركزية تدير العمل العسكري ومركزية تدير العمل الأمني، وكلاهما كان متصلاً بالأمين العام لحزب الله، مع الوقت بدا بأننا نحتاج إلى توسيع العمل أكثر، وهذا يعني أن يكون هناك شخص بصفة المعاون الجهادي يدير هذه التشكيلات الواسعة ويساعد الأمين العام في إدارتها، ففي ذلك الحين تم الاتفاق على أن يكون الأخ الحاج عماد هو المعاون الجهادي، لكن هذا جاء بالصدفة، لم يكن أمراً مدبراً أو مخططاً، وبالصدفة تزامن مع تولي الأخ الحاج قاسم لمسؤولية قوة القدس، طبعا هذه الفكرة نحن كنا قد درسناها سويا أنا والحاج قاسم والإخوة، أننا سنلجأ إلى هذا الشكل في الإدارة، وهو كان من الذين يشجعون القيام بخطوة من قبيلها.
س- لقد كانت للحاج قاسم تجرية عسكرية كبيرة، إذ كان قائد فرقة، وكانت له تجربة واسعة في الحرب، بينما كان الشهيد عماد مغنية رجلا أمنياً، ألم تتخوفوا من وجود هذين الشخصين بجانب بعضهما البعض؟
ج- لا، على الإطلاق، أولا لأن إذا تكلمنا عن الحاج عماد فهو صحيح أن عمله العام كان عملا أمنيا، ولكن هو أيضا كان في قلب العمل العسكري، وعمل المقاومة في لبنان إلى سنة 2000 بشكل عام كان يعتمد على شكل حرب العصابات، وهنا يحتاج إلى قوى أمنية، حتى يتمكن من القيام بحرب العصابات، من سنة 1982 إلى 2000 لم تكن حربا عسكرية كلاسيكية، من جهة أخرى مع الوقت سريعا تبين من شخصية الأخ الحاج قاسم أنه ليس فقط قائد عسكري وإنما يفهم بشكل عميق وقوي في المسائل الأمنية، فهو أيضا "أمني" بالمعنى الأمني، وأيضا في المسائل السياسية له فهم كبير ومهم جدا، وفي الحقيقة نحن إن شاء الله في وسط الكلام سنفصل في هذا نحن أمام الحاج قاسم كنا أمام شخصية جامعة، يعني لم نكن نشعر أننا نجلس فقط مع جنرال متخصص في الشأن العسكري، و إنما كان يفهم بشكل عكيق وقوي بالمسائل السياسية والاقتصادية الثقافية، إضافة إلى المسائل العسكرية والأمنية وأمور أخرى، كانت له هذه الجامعية، إضافة إلى ذلك العلاقة الأخوية والشخصية التي نشأت بينه وبين الأخ الحاج عماد مغنية وبقية الإخوة المسؤولين أيضا في العمل الجهادي، وسريعا أصبحت هناك علاقة صداقة ومودة ومحبة وإخوة، هذا النوع من العلاقات يساعد كثيرا على توحيد الأفكار والرؤى، وعلى التعاون وتجاوز أي مشكلات أو اختلاف في بعض التفاصيل قد ينشأ، إذا الثقة المتبادلة والصداقة والأخوة والمحبة وأيضا الإخلاص الذي كان يتصف به الحاج قاسم ويتصف به الحاج عماد وبقية الإخوة الذين استشهدوا أو مازالو على قيد الحياة من إخواننا، كلها كانت تبشر منذ الأيام الأولى أننا سنكون أمام تجربة ممتازة جدا ورائعة وقوية، وستعطي دفعا لعمل المقاومة، وهذا هو الذي حصل بالفعل، ولذلك لم يكن أي مكان للقلق.
س-هل كان هذان الشهيدان يعرفان بعضهما من قبل وهل لكم أن تذكروا لنا ذكريات عن لقاء حصل بين الشهيد عماد والشهيد الحاج قاسم؟
ج- ماكانوا يعرفون البعض قبل تعيين الحاج قاسم في قوة القدس، يعني لا أعتقد أن أحدا من اللبنانيين كانت لديه معرفة شخصية بالحاج قاسم قبل قوة القدس، لكن بعد قوة القدس وبعد أن أصبح الحاج قاسم مسؤولاً عنها وكان يأتي كثيرا إلى لبنان، وهذه ميزة، يعني إن شاءالله نحن عندما نتكلم معا عن مدرسة الحاج قاسم أو "مكتب" الحاج قاسم فهذا جزء من مدرسته، يعني صحيح أنه قائد قوات القدس، لكنه لا يجلس في طهران، وانما يذهب إلى ساحات العمل وميادين العمل إي إلى الميدان، فهو كان يأتي إلى لبنان بشكل دائم ومتواصل، ويبقى أياما في لبنان، وبالتالي نشأت بينه وبين الإخوة علاقات صداقة شخصية، بمعزل عن العلاقة العملية، يعني هو والإخوة أصدقاء على المستوى الشخصي، هذا أيضا حصل في بقية الساحات، يعني الحاج قاسم لديه مع الإخوة السوريين والإخوة العراقيين والإخوى الفلسطينيين ومع الإخوة في بقية الساحات التي كان يعمل بها كانت له علاقاتش شخصية متينة وقوية مع مختلف المسؤولين، وهذه من نقاط النجاح، يعني الحضور الميداني والعلاقات الشخصية وعلاقات المودة والمحبة والاحترام والصداقة التي أقامها مع كل هؤلاء المسؤولين في كل الساحات كانت مؤثرة جدا، طبعا مع الحاج عماد كانت العلاقة أقوى بكثير، كان ما بينهما من ود ومحبة كبيرا جدا، بحيث أنهما اصبحا كأخوين وصديقين كأنهما يعرفان أحدهما الآخر قبل عشرات السنين، ونشات حتى علاقة بيتية، يعني هو يذهب إلى بيت الحاج عماد ويجلس هناك ومع عائلته وأولاده ويتعرف عليهم، هذا النوع من العلاقة، ولذلك أصبحا يتصرفان الحاج عماد والحاج قاسم تماما كصديقين قديمين، أنا في مرات عديدة عندما كنا نذهب إلى طهران كان يأتي إلى الضيافة، يعني الحاج قاسم كان يدعو بعض الأصدقاء ليحضروا لنكون سويا في جلسة أو غداء أو عشاء، فكان يأتي الشهيد أحمد كاظمي رحمة الله عليه وإخوة آخرون مازالوا على قيد الحياة، فأنا كنت أرى طبيعة العلاقة مابين الحاج قاسم والحاج أحمد، إلى حد علاقة شخصية قوية جدا، أستطيع القول إن العلاقة التي نشأت بين الحاج قاسم والحاج عماد هي شبيهة بتلك العلاقة الشخصية بينهما.
س-أشرتم إلى مصطلح "مدرسة الحاج قاسم سليماني".. بأي معنى تفسرون هذا المصطلح؟ القائد أيضا أشار إلى ذلك.. فماذا يعني مصطلح "مدرسة الحاج قاسم"؟
ج- طبعا هذا ينطلق من مدرسة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، لكن نستطيع أن نقول وفي المجال العملي وفي مجال ما تحمل الحاج قاسم من مسؤوليته يمكن أن نتحدث عن مدرسة، مدرسة بمعنى أنه قد يكون المقصود فكرة معينة أو مجموعة أفكار وثقافة معينة وطريقة عمل معينة، أضرب أمثلة: مثلا هو قائد قوة في الحرس "فرمانده نيرو توى سباه" ويستطيع أن يجلس في إيران في طهران ويقول للآخرين تعالوا إلي كل مدة ويجلس معهم ويستمع إليهم ويتابع مسائلهم بشكل طبيعي وروتيني، أو إذا يحضر إليهم أي يأتي إلى لبنان أو سورية أو العراق أو أماكن أخرى، مثلا كل ستة أشهر أو سنة مرة يذهب إلى تفقدهم، عادة هكذا قد يتصرف البعض من القادة، ولكن مدرسة الحاج قاسم تعني الذهاب إلى ساحات العمل وإلى الميدان، الذهاب إلى الآخرين، نحن منذ 1998 اي منذ بدأنا العلاقة والمعرفة بيننا وبين الحاج قاسم يعني تقريبا 20 أو 22 سنة عدد المرات التي ذهبنا إليه هي مرات قليلة، لكن دائما هو الذي كان يأتي إلينا، طبعا هذا المجيء إلى الساحة وإلى الميدان ويلتقي هنا بالإخوة ويراهم جميعا، يذهب إلى الميدان مباشرة ويستمع إلى المقاتلين والمجاهدين، هذا له حسنات كبيرة جدا في الإدارة والقيادة ،من حسناته اولا هو يعطي قوة لهؤلاء ويعبر عن احترامه لهم ومحبته أي أنا دائما اتيكم أنا في خدمتكم ..لا تأتوا ولا ازاحموا انفسكم ولا تأتوا الي الى طهران أنا أتي اليكم فها له تأثيات اخلاقية ومعنوية على المسؤولين الموجودين هنا وهذا يتيح له أن يستمع لكل الاراء ووجهات النظروليس فقط للاشخاص الذين يذهبون اليه ويسمع اراءهم وهذا يساعده في ان يكون فكرة اوضح واصح .
ثالثا هذا يساعده كي يذهب الى المستويات الاخرى ،المقاتيلن الموجودين في الجبهات ورابعا يكون فكرة اعمق واشمل عن الساحة التي يتحمل مسؤوليتها فهو لا يعتمد على التقارير فقط بل يذهب للميدان ويشاهد ويناقش وهذا احد معاني مكتب الحاج قاسم وهذا غير متعارف بين الجنرالات .
لهله في الجبهة في ايران في الحرب القادة تذهب للميدان والمقاتلين لكن هذا معروف داخل ايران ،منجنب اخر عدم اتعب والملل وهو لا يتعب ،نحن نشعر حيانا ان الضغوط تتعبنا لكن الحاج قاسم يعمل لساعات طويلة ،ففي بعض المرات كان يعمل مثلا وليده الم في اضراسه ،والانسان قد لا يتحمل هذا النوع من الالام فنقول له هل نأتي لك بالطبيب يقول ليس الآن بل بعد الجلسة ،اي بعد ست ساعات ،هو يجلس ويتحمل الالم ويشارك في الجلسة ويتخذ قرارات وفي اخر المطاف يذهب للطبيب.
طاقة التحمل والصبر والتعب هذا امر خاص وانا لم اعرف شخصا يتحمل هذا كالحاج قاسم .
من جملة الصفات الخاصة في شخصية أنه دؤوب ويتابع بشكل دائم عمله بشكل حثيث وليس عجول وهذا جزء من طريقته ،من الممكن ان تجد شخصا قد يؤجل عمله الى وقت اخر بل هو كان حريص جدا على انجاز ما يعمل عليه ولو في فترات قصيرة.
التواضع ايضا كان مؤيرا في نفوس المقاتلين وانت تعلم ان المقاتل في حالة القتال قد يبتلى بالتكبر وما الى ذلك لكن الحاج قاسم كان متواضعا حتى مع الناس العاديين ،وعندما نتحدث عن مكتب الحاج حقاسم نتحدث عن تحمل المخاطر وهو كان دائما الى فم الموت والخطوط الامامية وانا كنت اختلف معه في هذه المسألة لككننا لم نستطع منعه من هذا .
كان الرجل الحاضر في الايام الصعبة ففي حرب تموز 2006 جاء من طهران لدمشق وقال انه يريد القدوزم للضاحية ونحن تعجبنا من ذلك فقدومه كان صعبا نتيجة ما تعرضنا له وصعوبة الوصول للضاحية لكنه اصر على ذلك وأتى وبقي طوزال فترة الحرب.
في محاربة داعش في سوريا والعراق كان يمشي في الخطوط اللامامية على عك س ما يفعله الجنرالات عادة ويمكننا القول ان ما يقوم به مكتب الحاج قاسم مأخوذ من مكتب الامام الخميني وتوجيهات السيد القائد وتجربة الحرب في ايران وما لها من اثار روحية ونفسية وهذا ما رأيناه في شخصية الحاج قاسم.
س- كيف كانت اوضاع حزب الله خلال اعوام 98 و99 وكيف اسست قيادة الحاج قاسم لفيلق القدس وكيف تصفون تأثير الحاج قاسم والحاج عماد في هذ المسألة ؟
ج- من عام 82 الى 85 حصل الانتصار الول في لبنان عندما اجبرنا الاحتلال على الانسحاب من عدة مناطق مما عرف بالشريط الامني ومنذ 85 تطورت عمليات المقاومة بشكل كبير لكن من عام 85 الى 98 اي سنة تحمل الحاج قاسم المسؤولية في القدس كان التطور بطئء لمحدودية الامكانات العسكرية والبشرية وعندما جاء الحاج قاسم لمسؤولية القدس وتولي الحاج عماد لنفس العمل والعلاقة القوية بينهما واشرافهما على النواقص والامكانيات ايدوا عدة افكار ،وقد سعت ايران منذ البداية على تأمين امكانات كبيرة وفتحوا الباب لرفع الكفاءة البشرية ومن يعود للوثائق يجد ان اواخر التسعينات كانت فترة تطور العمليات بشكل كبير وهذا بفضل الدعم الكبير والتواصل الدائم مع الاخوان ما عدى لانتصار الكبير في 2000 وهذا في الاصل امتداد لعمل كبير منذ سنوات .
س- تعلمون ان تحرير الجنوب كان بدعم شعبي ،في تلك الفترة هل زار الحاج قاسم لبنان وما هي ذكرياتكم عن تلك الفترة ؟
ج- كان يأتي دائما للبنان كل عدة اسابيع الى الضاحية وكان يأتي للجنوب الى الخطوط الامامية ونحن كنا نحاول منعه من القيام بذلك لكنه كان يزور الجنوب في كثير من الاحيان.
س- بعد انسحاب الاحتلال من الجنوب كان لكم لقاء مع قائد الثورة الاسلامية ،ما هي ذكرياتكم عن ذلك اللقاء ؟
ج- هي الاهم كانت قبل الانسحاب وهذا عرضته قبلا لبعض الاخوة في ايران ،فنحن قبل التحرير كنت انا والاخوة في حزب الله وبعض المسؤولين الجهاديين مثل الحاج عماد مغنية والحاج مصطفى بدر الدين ،كنا في خدمة السيد القائد وتحدثنا عن الوضع في الجنوب والجبهة مع العدو وكان تقديرنا ان الاسرائيليين لن يخرجوا من الجنوب لأنه عادة الاسرائيلي لا يخرج من ارض الا بعد اتفاقات وتعدهدات أمنية ومن الصعب ان يقبلوا بالخروج تحت ضغط القتال لأنهم لو قبلوا ذلك سيكون تحولا كبيرا للوضع في المنطقة .
في تلك الفترة كان ايهود باراك قد قال انه في حال فوزه بالانتخابات سيخرج من لبنان في شهر تموز من العام 2000 اي انه حسب الوعد الانتخابي كان يجب ان يخرج في تموز ،ونحن عندما التقينا مع السيد القائد اواخر العام 1999 قلنا اننا نستبعد خروجهم في هذا الموعد لأنه يريد التزامات امنية ومكاسب وان القيادة السورية والمسؤولين في لبنان لن يعطوه اياها فهو امام خيارين اما البقاء والتحمل واما الانساب بلا شروط او مكاسب وهذا سيشكل تحولا كبيرا في الصراع مع الاحتلال في المنطقة .
في تلك الجلسة طلب منا السيد القائد ان لا نستبعد الامر بل نجعله احتمالا ونفترض على اساسه ونرتب انفسنا لتلك المرحلة بعنوان فرضية محتملة لكن في نفس اليوم ليلا كان اللقاء مع القادة الجهاديين وهم حوالي 50 شخصا وكان من المفترض ان يصللوا المغرب والعشاء مع سماحة القائد ويقبلون يده ويمشون ولم يكن من المقرر ان يلقي فيهم كلمة .عندما انتهت الصلاة والجميع يتجهزون للذهاب كانوا متأثرين أولا بالصلاة خلف السيد القائد ،وسماحة القائد طلب منهم بهد ذلك الجلوس ليتحدث معهم وهذا لم يكن مخططا له وطلب مني الترجمة للأخوة .
من جملة ما قاله السيد القائد في كلمته أننا امام انتصار كبير جدا وهو قريب جدا وهو صباحا لم يكن قد حسم موقفه سياسيا وكان له رأي أخر أمام الاخوة المسؤولين وتحدث عن احتمالات ،لكن مع العسكريين قال بأن النصر أقرب مما يظنه البعض ونظر الي وتبسم ،ثم اشار بيده اليسرى وانا لا انسى هذا المشهد وقال وأنتم "اي قادة الخطوط الامامية الخمسون الذين كانوا موجودين في الصلاة في ذلك الوقت" قال بأنكم جميعا سترون ذلك الانتصار انا كنت اترجم في تلك اللحظة وقد قلقت بصراحة لأن الاخوة اللبنانيين يدققون في كل كلمة فأنا سماحة القائد يقول "انتم جميع" ستشهدون الانتصار ،وهم في الخطوط الامامية وغدا لو استشهد بعضهم سيتحدث البعض عما قاله القائد وان هناك من استشهد ولم يرى النصر وهنا كان العجيب أن جميع من كان يتحمل المسؤولية في الخطوط الامامية وبعد عدة اشهر من اللقاء معه ورغم وجود عمليات يومية في الجنوب ،عندما حصل الانتصار في 2000 كل من كان في محضر السيد القائد أي الخمسين شخص كانوا حاضرين وشاهدوا النصر بأم اعينهم ولكن بعد مدة بعضهم قد استشهد لكن الى تلك الفترة الجميع شاهد النصر والحاج قاسم كان موجودا في ذلك اللقاء وهو من رتب كل هذه الزيارة وهذا اللقاء.
سنوافيكم بالجزء الثاني من المقابلة خلال الساعات القادمة ...