الجمهورية الاسلامية هي اليوم حجر الزاوية في المعادلات الاقليمية والدولية، وهناك خشية (اميركية ـ صهيونية ـ رجعية) من تنامي امكانات ايران العلمية والصناعية فضلا عن امتلاكها نواصي العلم النووي والقدرات العسكرية وهي قدرات دفاعية بحتة وليست في وارد تهديد احد في المنطقة او العالم.
ايران الان تشغل الدنيا بفتوحاتها الفضائية والنووية السلمية وتحقق مكاسب مدهشة جديرة بالاكبار والاحترام من قبل الدول والشعوب الشقيقة والصديقة والاحرار والشرفاء في انحاء الارض.
أن الخطوة الاكثر حسما في مسيرة الجمهورية الاسلامية المتألقة هي اضطلاع ايران بالدور الريادي والمصيري في التصدي للفتنة التكفيرية الكبرى التي صنعها التحالف (الاميركي ـ الاسرائيلي ـ العبري) لكي تكون خنجرا في خاصرة الامة الاسلامية والمشروع الاسلامي النيّر بغية استبداله بمشروع "داعش" الارهابي الدموي.
لقد تصدت الجمهورية الاسلامية لهذه المؤامرة الخبيثة وقد تطوّع كبار قادتها ومستشاريها العسكريين لمحاربة هذه الهجمة الظلامية، وقدمت سيد شهدائها الاخيار الفريق الحاج قاسم سليماني (رضوان الله تعالى عليه) قائد قوات جيش القدس ومعه خيرة القادة العسكريين قرابين على هذا الطريق.
ان الثورة الاسلامية على امتداد تاريخها المشرق لم تسلم قط من المخاطر والتهديدات والعقوبات التي اريد منها شل حركتها وتحجيم مكانتها القيادية في الساحة الدولية، ولكنها تفادت جميع هذه المصاعب والعقبات بعزة وشموخ وعززت دورها الحيوي الانساني والحضاري والاخلاقي في المنطقة والعالم بما يخدم رسالة الاسلام وقيمه السمحاء الهادفة الى توطيد علاقات التعاون مع البلدان العربية والاسلامية والدول الاجنبية الصديقة، الى جانب التاكيد على الوحدة الاسلامية وتأصيل الروابط الاخوية بين اتباع المذاهب الاسلامية ، بالاضافة الى نبذ الفرقة والاختلاف والطائفية وكل ما يعكر صفو العلاقات الانسانية بين بني امة محمد (صلى الله عليه وآله و سلم).
تفخر الجمهورية الاسلامية بانها وخلال ما يزيد على اربعة عقود، كانت وماتزال داعية سلام في منطقة الخليج الفارسي، ولم يشهد تاريخها الناصع اي تجاوز او عدوان على اي دولة في المنطقة على الرغم من مساعي العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس الشريف، لتسعير الغلواء والضغينة العنصرية الطائفية بين الدول العربية وايران، وقد اثبتت مواقف طهران الحكيمة انها الأحرص على الامن والاستقرار الاقليميين والسباقة الى مد يد الدعم والعون لاي طرف جار او شقيق يمكن ان يتعرض للخطر من قبل قوى ربما لا تدرك مصالحها الحقيقية معتنقة عقيدة اميركا واسرائيل العدائية لاستفزاز الجمهورية الاسلامية وتهديد مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية سيما التلاعب باسعار النفط او تهديد الممرات المائية او الاستقواء بالقواعد العسكرية الاستكبارية الغربية من اجل التطاول على طهران أو تهديد الامن القومي الايراني.
وتؤدي الجمهورية الاسلامية دوراً اساسياً في الحد من بؤر الازمات والصراعات التي تتهدد محور قوى جبهة المقاومة في لبنان وسوريا والعراق، وهي تقف سنداً قوياً لفصائل المقاومة الاسلامية والوطنية الفلسطينية التي تمكنت بدعم ايران من ايجاد توازن الرعب في مواجهة العربدة الصهيونية، وهي ماضية قدما في الوفاء لهذا الواجب الاسلامي والانساني والحضاري مهما طال الزمان وازدادت التحديات والتضحيات.
لقد برهنت الثورة الاسلامية المباركة التي انتصرت قبل 41 عاما على النظام الطاغوتي العميل بفضل القيادة الربانية لسيدنا الراحل آية الله العظمى الامام الخميني(قدس سره الشريف) والتفاف الشعب الايراني المجاهد حول رايته السديدة، على انها ثورة جبارة عصية على الارتهان والعزلة، فهي ثورة ذات ارادة جماهيرية راسخة تجلت في العديد من مراحلها وكان آخرها التشييع الاسطوري الشعبي للشهيدين الكبيرين قاسم سليماني وابي مهدي المهندس ورفاقهما الابرار الذين اغتالتهم اميركا المجرمة بطريقة بشعة في 3/ كانون الثاني 2020 ضاربة جميع القوانين والمعاهدات الدولية عرض الحائط ،مكرسة ارهاب الدولة باجلى صوره خلافا لجميع اعضاء المجتمع العالمي الحضاري الذين يرفضون شريعة الغاب.
يوم غد الثلاثاء هو 22 بهمن الموافق ل (11 شباط) يوم اشعال الشمعة الحادية والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية الخالدة حيث سيجدد الشعب الايراني المؤمن فيه وبجماهير مليونية حاشدة بيعته لقائد الثورة المعظم سماحة الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله) الذي حفظ هذه المسيرة الايمانية بكل اخلاص وصدق وامانة من الزلازل والأعاصير العاتية ، حريصا على صيانة مبدأ ولاية الفقيه وادامة دوران عجلة التقدم والازدهار والتطور في جميع مرافق الجمهورية الاسلامية.
بقلم: حميد حلمي البغدادي